وصل زعماء دول مجلس التعاون الخليجي إلى أبو ظبي أمس للمشاركة في القمة الخليجية التاسعة عشرة التي بدأت أعمالها أمس في العاصمة الإماراتية. وأعرب خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أمس عن تطلعاته إلى أن تحقق القمة "المزيد من المنجزات لهذا البناء الراسخ الذي ظهرت بحمد الله آثاره الايجابية استناداً على ما اتخذه من قرارات هدفت جميعها إلى خدمة شعوب دول الخليج وأمتينا العربية والإسلامية". وأكد الملك فهد، الذي كان يتحدث خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء السعودي في الرياض، أنه "بفضل ما يتصف به قادة دول المجلس من حكمة وحنكة واخلاص وموضوعية وبعد نظر لإضافة المزيد والمفيد مما يخدم مصالح دولنا وشعوبنا، فإنهم القادة قادرون بعون الله على ترجمة ما صدر ويصدر عن المجلس من قرارات إلى واقع عملي معاش يسهم في خدمة قضايا دول المجلس لتقوم بدور أكبر لتعزيز الصالح العام عربياً وإسلامياً ودولياً". واعتبر الملك فهد أن "القمة التاسعة عشرة التي تقام حالياً على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة وبإدارة حكيمة من صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات ومشاركة اخوانه قادة دول المجلس، هي خطوة أخرى جديدة من المسيرة الخيّرة للمجلس على طريق العطاء والنمو ووحدة الهدف والمصير المشترك". وأدلى الزعماء الخليجيون لدى وصولهم إلى أبو ظبي بتصريحات صحافية. فأكد السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان "الدعم الدائم والمستمر لمسيرة التعاون البناءة بين دول المجلس وأن العمل الخليجي المشترك سيكتسب دفعة جديدة ليزداد رسوخاً وستمضي مسيرتنا الاخوية نحو غاياتها بعون من الله وتوفيقه". وقال الشيخ جابر الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت، إن لقاء القمة "أحد السبل التي تعبر عن موقف موحد يضمن كل ما تصبو إليه الشعوب من الاستقرار والرخاء". وأشار إلى أن لقاء الزعماء سيكون "لمواصلة حواراتنا في قضايا دولنا دول مجلس التعاون الخليجي واتخاذ القرارات التي تلبي حاجاتها وطموحات شعوبها". وأضاف: "ان منطقتنا التي تمثل بموقعها محطة جذب عالمي بحاجة دائمة إلى التعامل الديناميكي والمتجدد وفق تغيرات الروابط الدولية فضلاً عن خصوصية العلائق داخل الاقليم وضمن المنظومة العربية والإسلامية والمنظمات العالمية. إن لقاءنا في هذه القمة التاسعة عشرة هو أحد السبل التي تعبر عن موقف موحد يضمن لنا ما تصبو إليه كل الشعوب من الاستقرار والرخاء. كما ان الحوار بين الاخوة القادة وتبادل المشورة ومناقشة وجهات النظر نهج لنا دائم ومستمر. وفي هذه القمة يحدوني الأمل أن تسهم القرارات التي نتوصل إليها في تلبية بعض طموحات شعوبنا مع ثقتي بأن الرئاسة الحكيمة للقمة التي يتولاها أخي العزيز الشيخ زايد بن سلطان سيكون لها اثر واضح في مسيرة الحوارات وعلاج المسائل المطروحة بإذن الله تعالى". أما الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، أمير دولة البحرين، فاعتبر "ان هذا اللقاء المبارك المتجدد بحمد الله عبر مسيرة التعاون والخير والعطاء التي بدأنا أولى خطواتها على أرض الإمارات منذ ثمانية عشر عاماً، ليؤكد مدى عزمنا، قادة وشعباً، على مواصلة العمل معاً في مجالات التنسيق والتعاون المختلفة التي نأمل بأن تصل بنا وبعون الله إلى تحقيق الأهداف والمبادئ التي تأسس عليها المجلس، لما فيه خير وازدهار ورخاء دولنا وشعوبنا والحفاظ على أمن واستقرار منطقتنا". وشدد على أن "ما يجمع بين دول المجلس وشعوبه الشقيقة من وشائج قربى وتاريخ مشترك ووحدة مصير هي كلها عوامل ربط وبناء تدعونا للعمل معاً على تعزيز دعائم هذا الصرح الخليجي وتمكينه من التعامل بقوة وثبات مع ما تشهده منطقتنا والعالم من حولنا من تطورات وأحداث تحتم تكاتفنا وحماية ما حققناه من انجازات ومكتسبات نعتز بها ونأمل في تحقيق المزيد منها إن شاء الله". وقال الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر: "من يُمن الطالع أن يأتي انعقاد هذه القمة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة متزامناً مع احتفالها بذكرى يومها الوطني المجيد". وأضاف: "من دواعي اعتزازنا جميعاً أننا تمكنا في إطار مجلس تعاوننا الخليجي من تحقيق العديد من الانجازات المهمة على طريق تحقيق الأهداف والغايات التي انشئ المجلس من أجلها. بيد أن هذه الانجازات لا تزال في رأينا دون مستوى التطلعات المنشودة في التكامل التام بين دولنا وشعوبنا في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والأمنية والدفاعية وغيرها". وأضاف: "لا شك أننا ونحن على مشارف القرن الحادي والعشرين مع ما سيأتي به من تحديات وتطورات ومتغيرات، بالاضافة إلى ما يحيق بأمتنا في الوقت الحالي من أخطار وصعوبات مطالبون بأن نتدارس بروح المسؤولية والواقعية خير السبل الكفيلة بتعزيز مسيرة المجلس وازالة أية معوقات تعترضها لننطلق بثقة أكبر وعزيمة أشد نحو تحقيق الغايات السامية التي تتطلع إليها شعوبنا".