طرابلس - "الحياة"، أ ف ب - لم ينجح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في اقناع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي اجتمع معه أول من أمس بتسليم الليبيين المشتبه بتورطهما في اعتداء لوكربي، إلا أن الطرفين تحدثا عن "احراز تقدم". ولم يصدر شيء في ليبيا عن تفاصيل اللقاء بين انان والقذافي، إلا أن مصادر مطلعة أوضحت أن الزعيم الليبي امتدح انان كونه "افريقياً ينتمي الى دولة صديقة" غانا. وأضافت ان القذافي أكد لانان انه "يدرك معاناة الشعوب الافريقية كونه متحدراً منها"، وحضه على التجاوب مع الدعوات المتكررة لإعادة النظر في ميثاق الأممالمتحدة "للحؤول دون سيطرة مجلس الأمن عليها ولاخراجها من وضع العجز الذي باتت عليه بسبب السيطرة الأميركية على قراراتها". ورجح مراقبون في طرابلس أمس في ضوء الموقف الرسمي الذي شدد على أن "مؤتمر الشعب العام" هو الوحيد المؤهل اتخاذ القرار في شأن تسليم المشتبه بهما في قضية "لوكربي" للمحاكمة أن ينظر المؤتمر في جلساته التي يبدأها غداً في مدينة سرت في الموضوع. لكن مسؤولاً رفيع المستوى أكد ل "الحياة" ان اجتماعات مؤتمر الشعب العام كانت مقررة منذ أشهر، وهي تأتي تتويجاً لمؤتمرات عقدتها الخلايا الأساسية للمؤتمر في المحافظات طيلة الأسابيع الماضية. ونفى المصدر في شكل قاطع أن يكون موضوع لوكربي مدرجاً ضمن النقاط التي سيبحث فيها المؤتمر. اتفاق مونتريال وفي هذا السياق قال نقيب المحامين في ليبيا محمد العلاقي، وهو أحد المكلفين متابعة الجانب القانوني في ملف لوكربي ل "الحياة" ان القضية يحكمها اتفاق مونتريال المتعلق بتسليم المشتبه بهم والمتهمين من دولة الى دولة أخرى إلا أن الاتفاق لا يلزم البلد المعني بتسليم رعاياه ويكفل له حرية تسليم المطلوبين للبلد الآخر أو محاكمتهم في بلدهم. وكان انان غادر ليل السبت - الأحد ليبيا من دون التوصل الى اتفاق مع القذافي في شأن تسليم الليبيين المتهمين باعتداء لوكربي 270 قتيلاً في 1988 في مقابل تعليق العقوبات المفروضة على هذا البلد منذ 1992. وترك الزعيم الليبي انان ينتظر قسماً كبيراً من النهار قبل أن يستقبله مساء في خيمة في الصحراء قرب سرت على الساحل الشرقي لليبيا. واستمر اللقاء مع القذافي ساعة ونصف الساعة بحضور مترجم. وفي ختام هذا اليوم الشاق والطويل، أكد انان والمسؤولون الليبيون احراز "تقدم" نحو طي صفحة قضية لوكربي مع اقتراب الذكرى العاشرة لوقوع الاعتداء في 21 كانون الأول ديسمبر. وقال انان "آمل في ان نتمكن في المستقبل القريب من نقل أخبار سارة الى أسر الضحايا". وأضاف انان خلال مؤتمر صحافي في مطار طرابلس لدى عودته من سرت ان "المحادثات كانت بناءة وايجابية وأكدت ليبيا أنها جدية ومستعدة لتسوية قضية لوكربي". وتابع ان "ليبيا وافقت أيضاً على اجراء محاكمة في بلد آخر وتعتبر ان من الممكن ايجاد اجوبة على كل القضايا العالقة". وأوضح انان ان "ذلك سيتطلب بعض الوقت" مشيراً الى انه "جاء الى هنا لتسوية هذه المسألة نهائياً وتمكنا من احراز بعض التقدم". وأكد وزير الخارجية الليبي عمر المنتصر خلال المؤتمر الصحافي نفسه ان "التقدم كان ايجابياً وثمة اجراءات قانونية يجب علينا اتباعها. اننا نسعى الى ذلك ويفترض ان لا يتطلب هذا الأمر وقتاً طويلاً".