بين فعاليات مهرجان القرين الثقافي الخامس في الكويت ثلاثة عروض لعمل فرقة كركلا "الاندلس: المجد الضائع"، قدمت هذا الاسبوع في مسرح الدسمة وحظيت بإقبال حاشد من الكويتيين والمقيمين. عرض للباليه العربي بطريقة عبدالحليم كركلا، تميز عن الاعمال السابقة للفرقة بالتركيز على حركة المجموعات لا على الرقص الفردي. وأحسّ الحضور بالدراما تتنامى امامهم بالحركة وبالموسيقى وبقليل من الرموز: أمراء أربعة، أخضر وأسود وأحمر وأبيض، يدلّون الى العلم العربي التقليدي والى التفرقة التي حدثت في الاندلس وأدت الى هزائم متلاحقة وانهيار تجربة حضارية قدمت رسالة نهضة التقطها الاوروبيون، فاستعان المنتصر بقدرات المهزوم وامكاناته. وكان شعر سعيد عقل بصوته تعبيراً عن فتح الاندلس كفتح حضاري: فإذا هم زرعوا الامس غداً زارك التاريخ كالبدر أهلّ ومشوا جلّ الذي راموه جلّ وصل الاسطول ها طارقُ ها قولةٌ منه ألا الخلفُ انتهى وفي المشهدين الأخيرين من العرض 20 و21 التفاتة بالفن الى عودة لبنان، يمارس خلالها عبدالحليم كركلا لعباً فريداً بمفردات الفلكلور اللبناني موسيقى وغناء ودبكة ورقصاً. يفكّك المفردات الى عناصرها الاولى ويعيد تركيبها في حركات الاجساد والالوان والايقاعات. ويواصل اعادات التركيب بمهارة العازف القادر، حتى يلامس شيئاً من سوريالية فولكلورية اذا صحّ التعبير. محطة الكويت لفرقة كركلا بعد جولة اوروبية اميركية عربية في عواصم ومدن عدة، وقد وصلت الفرقة امس الى بيروت لتستقر اياماً ثم تعاود السفر لأداء حفلتين، واحدة في الولاياتالمتحدة والثانية في كندا. بعض جمهور الكويت لم يستطع اللحاق بالحركة السريعة للمجموعات الراقصة. كان كركلا في اعمال سابقة يقدم استراحات عبر رقص فردي. هذه المرة لم يفعل، كأنه يريد لعرضه خصوصية تفصله عن السائد المتراخي في العروض العربية، وتجعله معبّراً عن المناخ العربي بما يعادل لغة الرقص العالمية، وبما يغني هذه الاخيرة بلمسة عربية.