للمرة الأولى منذ بداية الحرب في لبنان، يمضي وزير أميركي فيه المدة التي ستمضيها وزيرة الصحة الأميركية اللبنانية الأصل دونا شلالا. وكانت شلالا وصلت أول من أمس الى بيروت، بطوافة حطت بها في مبنى السفارة الأميركية في عوكر في زيارة تستغرق حتى الأربعاء المقبل، وزارت أمس يرافقها ممثل وكالة التنمية الأميركية في لبنان جيمس ستيفنسن ومسؤول المساعدات في الوكالة غسان جاموس، وأطلعت على عدد من المشاريع التي تنفذها الوكالة الأميركية. محطتها الأولى مدرسة التليل الرسمية التي بنتها مؤسسة "مرسيكور" بتمويل من وكالة التنمية الأميركية، ولدى وصولها اليها قصّت شريط الافتتاح ثم جالت على غرف التدريس وتحدثت مع الطلاب بالإنكليزية. بعد ذلك عقدت شلالا مؤتمراً صحافياً أعربت عن سرورها بالزيارة، وأوضحت ان افتتاح مثل هذا المشروع هو مثل واضح على الدعم الأميركي الذي يمكن أن يقدم الى لبنان. وشكرت لمؤسسة "مرسيلكور" انجازاتها. وعن القرار الدولي الرقم 425، قالت "يندرج في سياق عملية السلام الشاملة في الشرق الأوسط". وأضافت "انها لا تحمل أي رسالة الى الرئيس اميل لحود من الرئيس بيل كلينتون الذي أرسلني للإعراب عن اهتمام الولاياتالمتحدةبلبنان وعن دعم الحكومة الجديدة التي شكلت أخيراً. وحضوري مؤشر الى ان رئيس الولاياتالمتحدة يريد ان يؤكد للشعب اللبناني مدى عمق شعورنا وتمسكنا بالعلاقات معه". وأعربت عن أملها "ان تقدم وزارتها 15 مشروعاً جديداً للبنان". ثم اقيم كوكتيل على شرف الوزيرة التي غادرت الى بلدة ببنين وتفقدت مركز تدريب زراعي يحوي مزرعة أبقار ومحطة لتوليد الغاز الحيوي وتدريب للنساء على تربية الزهور ومعالجتها. ثم زارت شلالا يرافقها السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد ووالدتها ادنا شلالا المركز الزراعي في الشمال التابع لمؤسسة رينه معوض في بلدة مجدليا زغرتا. وسئلت رأيها في الحكومة اللبنانية الجديدة أجابت "متشوقة لألتقي في الأيام المقبلة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الصحة للاطلاع عن كثب على الأوضاع في لبنان وشرح وجهات النظر في شأن تقويم الأوضاع الراهنة. فالولاياتالمتحدة تدعم الحكومة الجديدة وتتمنى لها التوفيق". ولاحظت ان ما شاهدته في لبنان "شعب مندفع للعمل ويطلب الكثير من التقدم". ونوهت بنشاط السفير ساترفيلد في هذا المجال، "إلا ان هناك المزيد من المطالب التي نأمل بتحقيقها، وأريد أن أشير الى أنني متحدرة من عائلة لبنانية كبيرة تضغط عليّ كل أسبوع لتقديم المزيد من الدعم للبنان". ولفتت الى "ان من يقول أن هناك انطباعاً في بعض المجتمعات ان الشعوب العربية ليست منظمة كثيراً عليه أن يأتي الى لبنان لرؤية مدى التنظيم الموجود". وستزور شلالا اليوم بعلبك وقلعتها، وتحضر قداساً كاثوليكياً في المنطقة"، وتزور الاثنين رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سليم الحص. وتجول في "سوليدير" وتقيم السيدة منى الهراوي مأدبة غداء على شرفها في "مركز الرعاية الدائمة". وتزور الثلثاء الجامعة الأميركية للاطلاع على أوضاعها.