"لدي القليل من الوعود والكثير من العمل والأمل". بهذه العبارة أطلّ الرئيس اللبناني المنتخب العماد اميل لحود على مواطنيه، بعد ظهر امس، في بيان على وسائل الاعلام، خرج فيه عن صمته المعهود كقائد للجيش، ليشكر المجلس النيابي على انتخابه رئيساً لست سنوات، بأكثرية 118 صوتاً من اصل 128، من دون ان يكون له أي منافس من المرشحين الباقين الذين عادوا فصوّتوا له بعد الدعم السياسي اللبناني والسوري الذي حظي به. راجع ص2 و3 و8 وحرص لحود، الذي انعكس انتخابه مظاهر فرح ومواكب سيارة حملت صوره ولافتات ترحّب به واطلاق أسهم نارية في معظم المناطق، على ان يشكر المجلس النيابي "بجميع اعضائه" على رغم ان تسعة من الذين غابوا هم اعضاء في كتلة وزير شؤون المهجرين وليد جنبلاط الذي كان له موقف اعتراضي مبدئي على تبوء عسكري الرئاسة الاولى فيما كان العاشر رئيس الحكومة السابق عمر كرامي الذي أيّد لحود لكنه أصرّ على مقاطعة أعمال المجلس لأسباب خاصة به. واعتبر المراقبون كلام لحود، الذي يتسلم مهمات منصبه رسمياً في 24 تشرين الثاني نوفمبر، رسالة انفتاح على الجميع، إذ أنه أشار الى "ثقل الأمانة وحجم المسؤولية التي دعيت اليها" وهو يتوجه الى اللبنانيين الذين "أجمعت مواقفكم على تأييدي". وتحدث عن آمالهم في التغيير، وأجاب عن "تساؤلات وشكوك وتشكيك" بالتأكيد على "دولة جدية يهجرها الفساد بحكم القانون والمؤسسات وسيادة الأمن والحرية"، وشدد على سلام "عادل متلازم مع سورية ورفض الحلول المنفردة". واعداً بالسعي إلى "أن أكون المثال وأنا مؤمن بأن صلاح الامور يبدأ من رأسها". وبعد جلسة الانتخاب اصطحب رئيس المجلس النيابي نبيه بري الرئيس المنتخب من مقر اقامته في النادي العسكري المركزي، الى القصر الجمهوري في بعبدا حيث أجريت له مراسم استقبال رسمي والتقى رئيس الجمهورية الياس الهراوي الذي هنأه وتمنّى له التوفيق. ثم استقبل بعد الظهر رئيس الحكومة رفيق الحريري الذي هنأه وعقد معه اجتماعاً استمر أكثر من ساعة وناقشا التعاون بينهما. كما قام لحود بزيارة بروتوكولية للرئيس السابق شارل حلو الوحيد الباقي على قيد الحياة من رؤساء الجمهورية السابقين. واتصل الرئيس جاك شيراك بلحود متمنياً له التوفيق في مهمته الجديدة وللبنان دوام التقدم والازدهار. وفي واشنطن رحبت الخارجية الأميركية بانتخاب لحود وقال الناطق باسمها "ترحب الولاياتالمتحدة بانتخاب اميل لحود رئيساً مقبلاً للبنان. إن للرئيس المنتخب لحود سجلاً مشرفاً في المؤسسة العسكرية اللبنانية. ويُعزى اليه اعادة بناء القوات المسلحة اللبنانية بعد الحرب الأهلية لتكون مؤسسة وطنية موحدة متعددة الطوائف". وأضاف الناطق ان لحود "سيحتاج الى النشاط والتصميم نفسه عندما يعمل مع الحكومة اللبنانية لبناء مؤسسات الدولة وتعزيزها ومواصلة عملية المصالحة الوطنية واعادة الاعمار"، مؤكداً "تقدم الولاياتالمتحدة أفضل التمنيات الى الرئيس المنتخب لحود وحكومة لبنان وشعبه. ونتطلع الى العمل مع الرئيس المنتخب بعد تسلمه المنصب الشهر المقبل".