تبنى أحد أقطاب التيار المحافظ الاتهام الذي وجهته أوساط توصف بأنها متشددة للوفد السياحي الأميركي بأنه وفد "جواسيس". وقال آية الله أحمد جنتي الأمين العام ل "مجلس أمناء الدستور": "أنا على ثقة وقناعة بأن الأميركيين الذين جاؤوا لم يكونوا سياحاً". وتابع: "هؤلاء الذين حامت حولهم شكوك بهدف التجسس لا يمكن ان نسميهم سياحاً". ولم يتردد جنتي في التحذير من أن "البعض في الداخل ينسق أعمال الجواسيس بهدف ضرب الاستقرار في بلادنا"، وشدد على أن ما يجري "مؤامرة خطيرة ينبغي مواجهتها". وكانت أوساط صحافية تعرف بولائها وتعاطفها مع التيار المحافظ وجهت انتقادات لاذعة إلى الحكومة، خصوصاً وزارة الخارجية، لتنظيم زيارة وفد من رجال أعمال أميركيين "تحت غطاء سياحي". وقامت مجموعة "فدائيان إسلام" بالاعتداء بالعنف على أعضاء الوفد، وخلفّت القضية أزمة تجاوزت تبادل الاتهامات والحملات الإعلامية بين الموالين والمعارضين. وأعلن نواب أنهم سيطالبون باستجواب وزير الخارجية كمال خرازي وبتوضيحات من وزير الاستخبارات قربانعلي دري نجف آبادي. لكن الموقف الذي أعلنه جنتي في خطبة الجمعة أمس يُعتبر تصعيداً حاداً وتطوراً نوعياً في لهجة الخطاب الانتقادي الموجه للحكومة. وعلى خلفية شعارات طالبت ب "الموت لأميركا" في الصلاة التي اقيمت في جامعة طهران، قال جنتي: "لا نعترض على وجود سياح أجانب في بلادنا، لكن الاشخاص الذين يأتون وتحوم حولهم الشكوك في أن هدف زيارتهم هو التجسس لا يمكن ان نسميهم سياحاً". وأعرب عن "الأسف لأن أحداً من الشعب لم يكن يعلم بهذه المسألة عدا قلة، وأنا على يقين بأنهم لم يكونوا سياحاً". وانضم جنتي المقرب من مرشد الجمهورية الإسلامية، إلى الذين انتقدوا الغموض الذي حرصت الجهات الرسمية على إحاطته بالوفد الأميركي. وتساءل: "من كانوا ولماذا جاؤوا وماذا فعلوا في إيران ومع من اجتمعوا ومن استضافهم". وخلص إلى أن "البعض في الداخل والخارج ينسق أعمالهم الأميركيين لزعزعة الاستقرار في بلادنا، وهذه مؤامرة خطيرة ينبغي مواجهتها بقوة".