تبنت مجموعة "فدائيان اسلام" فدائيو الاسلام الايرانية مسؤولية الاعتداء بالعنف على وفد من السياح الأميركيين. وتلقت "الحياة" اتصالا هاتفياً من ناطق باسم ال "فدائيان" أعلن مسؤولية جماعته عما تعرّض له أفراد من الوفد الأميركي من اعتداء جسدي، وأكد ان "بعضهم أصيب بجروح وخدوش في الوجه". وقال ان "ما حدث كان درساً وتحذيراً لهؤلاء الجواسيس وغيرهم"، وروى الناطق الذي طلب عدم الكشف عن هويته لكنه شدد على اعلان تبني "فدائيان" العملية بعض تفاصيل ما حدث، وقال ان "المخلصين للثورة والممتسكين بنهج القائد المرشد لاحقوا الجواسيس وعثروا عليهم في فندق استقلال هيلتون سابقاً عند منتصف ليل الجمعة - السبت بعد أن سألوا عنهم في عدة فنادق بالعاصمة، وهاجموهم وهم ينزلون من الحافلة التي كانت تقلهم ويهمون بدخول الفندق". وأضافت صحيفة "كيهان" التابعة لمكتب مرشد الجمهورية الاسلامية أن الباص الذي كان يقل السياح الأميركيين رشق بالحجارة من أفراد كانوا يرددون شعارات "الموت لأميركا" و"الجواسيس". وأكدت أوساط سياسية موثوق بها ل "الحياة" ان مسؤولين اتصلوا بالوفد وقدموا اعتذاراً عما حدث واستضافوهم أول من أمس في فندق فاخر في شمال طهران على مأدبة غداء قبل أن يغادر الأميركيون الثلاثة عشر ايران عائدين الى بلادهم. ويذكر ان مجموعة "فدائيان الاسلام" كانت مجهولة حتى الآن، واعلنت عن نفسها للمرة الأولى قبل نحو اسبوعين في صحيفة "قدس" المحافظة وهددت بأنها ستشن هجمات "استشهادية" ضد أي ديبلوماسي أميركي كان رهينة إذا عاد وزار طهران. وكانت صحيفة "جمهوري اسلامي" أثارت قضية الوفد السياحي، وكالت انتقادات عنيفة لوزارة الخارجية وطالبتها بتوضيحات قبل أن تكشف "حقائق مثيرة". وشددت "جمهوري اسلامي" وتبنت ما ذكرته صحف موالية للتيار المحافظ أمس، على أن الوفد الأميركي تألف من "خبراء اقتصاديين وشخصيات سياسية" وجزمت بأن بينهم "ضباطاً في السي. آي. إي."، وتابعت بأنهم أجروا اتصالات ولقاءات "سرية" مع مسؤولين رسميين في الحكومة بهدف الحصول على معلومات عن الأوضاع السياسية والاقتصادية وكيفية المشاركة في مشاريع نفطية وتجارية في المناطق الحرة. ولم تذكر هذه الصحف اسماء المسؤولين الرسميين، لكن مصادر سياسية موالية للتيار المحافظ طلبت عدم الكشف عن اسمائها أبلغت "الحياة" ان الوفد التقى بوزير النفط بيجان زنكنه وبأحد مساعديه وبرئيس مؤسسة المناطق التجارية الحرة مرتضى الويري. وامتنعت دائرة العلاقات العامة في وزارة النفط ومؤسسة المناطق الحرة عن نفي أو تأكيد الخبر وشددت على انه "لا علم لنا بأي لقاء". أما وزارة الخارجية فانها نفت بشدة علمها بزيارة وفد سياسي أو اقتصادي أميركي لايران، وقالت في بيان رسمي "ان أقسام وزارة الخارجية المختلفة ليست على علم بمثل هذه الزيارة"، وهي صياغة ذكية اذ يعني ورود "الاقسام المختلفة" ان قسم المعلومات في الوزارة يجهل هذا الأمر وليس فقط الجهات الديبلوماسية والقنصلية المعنية. وتابع البيان بأن "موقف الوزارة في ما يتعلق بزيارات الوفود الأجنبية واضح" وأسف "للمعلومات الكاذبة التي ينشرها بعض وسائل الإعلام حول هذه القضية".