يُعد مشروع الشرق الأوسط لتكرير البترول ميدور أضخم المشاريع الاستثمارية التي يقيمها القطاع الخاص في مصر منذ 40 عاماً، إذ تبلغ كلفته نحو 5،1 بليون دولار وسيتم العمل فيه السنة المقبلة ويتيح استثمارات تقدر بنحو أربعة بلايين دولار بعد ثلاث سنوات من تشغيله. وقال وزير البترول المصري الدكتور حمدي البنبي لپ"الحياة": إن الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد عامل اساسي لمثل هذه المشاريع، إضافة الى توفر نظام مصرفي متطور. وأضاف: أن المشروع سيبدأ تشغيله سنة 2000، مشيراً الى أنه سيضع مصر على خريطة الدول المتقدمة في صناعة البترول الخام وتكريره وتصدير منتجاته، وأكد أن إنتاج "ميدور" سيكون عالي الجودة وبمواصفات قياسية عالمية مثل التي في الدول المتقدمة مع مراعاة الحفاظ على البيئة. وأكد البنبي أن الكثير من المشاريع الغازية والبترولية عُرضت على شركات دولية لتمويلها، خصوصاً في عمق البحر المتوسط، وحصلت أخيراً شركة "شل" على حق التنقيب عن النفط في منطقة الدلتا، كما حصل كونسرتيوم من شركات "أموكو وبريتش بتروليوم وألف كيتان" على حق التنقيب عن البترول في مناطق أخرى، وتشمل المشاريع الجديدة كذلك بناء مصافٍ وإنتاج مواد بتروكيمائية. من جهته قال رئيس المشروع المهندس سامح فهمي لپ"الحياة": إن المساهمين هم هيئة البترول المصرية بنسبة 40 في المئة، وشركة "ميدور" ايرلندا ب20 في المئة وشركة المشاريع البترولية والاستشارات الفنية "بتروغيت مصر" و"إنبي مصر" و"البنك الاهلي" كل منهم بنسبة 10 في المئة وشركة "ماسكا" السويسرية بنسبة 8 في المئة، وبنك "قناة السويس" بنسبة 2 في المئة، ويقع المشروع على مساحة 465 فداناً في المنطقة الحرة في العامرية في الاسكندرية ويتيج نحو الف فرصة عمل مباشرة، اضافة الى اربعة آلاف غير مباشرة. وقال البنبي: للمرة الاولى تشارك 12 شركة عالمية مختصة، اضافة الى شركتين مصريتين حكوميتين في انشاء معمل لتكرير البترول وتسهيلات تشغيله بما فيها خطوط الانابيب والمستودعات وللمرة الاولى ايضا في تاريخ الصناعة المصرية يقام مشروع عمل تكرير يضم وحدات انتاجية ذات تكنولوجيا متقدمة. وما يدل على أهمية المشروع ومدى الثقة فيه على مستوى العالم يقدم "بنك الاستثمار الاوروبي" قرضاً الى احد مشاريع القطاع الخاص للمرة الأولى خارج السوق الاوروبية المشتركة قدرها نحو 260 مليون دولار، إضافة الى تقديم الادارة الاميركية 193 ألف دولار منحة للمشروع لإعداد دراسات بيئية إضافة كاملة. وكان الرئيس الاميركي السابق جورج بوش اطلق على مشروع "ميدور" الذي أنشئ منذ خمس سنوات "مشروع السلام"، مؤكداً انه سيعطي اشارة الانطلاق بين مصر واسرائيل، والتي تساهم في المشروع تحت غطاء إحدى الشركات المشاركة، بعد نحو عشرين عاماً على توقيع معاهدة السلام في البلدين عام 1979، وأدى مقتل رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحاق رابين الى تغيير المعادلة في المنطقة وتراجع نسبة الرساميل الاسرائيلية من 40 الى 20 في المئة في المشروع.