الفراشة العصافيرُ الرماديةُ لا تصدّقُ انها تستخدم الماكياجُ لتزيين أجنحتها! عصفورٌ صغيرٌ - فكّر في الأمر طويلاً - اتّهمها بلبس المرايا وخداع العيون بانعكاسات الزهور! "تعالَ وفتّش خزانتي ايها السّفيه!" صرخت في وجهِ دبّور أسود حاول ان يلامس جسمها في مروره لعلّ ألوانها تبهتُ على معطفه الداكن. بكت طويلاً على كتف شجرة "لستُ ساحرةً كما يشيعون عنّي في هذه الغابة!" يومَ أحرقوها تصاعد الى السماء دخانٌ غامضٌ ليستقرَّ في قلبِ الزّرقة قوسُ قزحٍ شعاعاً بسيطاً من روحِها. كُرسيٌّ من قشٍّ لا يشعلُهُ الحنين وحيدٌ بقدرِ ما في البحرِ من درجاتِ زُرقةٍ وجُثَث. يغرسُ أرجلَهُ في الرّملِ حالماً بالجذور مُلملماً من حوله الأصداف أصواتاً لا تخفتُ. أطفالُ الشاطىء يُسمّونهُ "الغريب". "لماذا لا يبني مثلنا القصور ويهدمها؟" لو اقتربوا من صحراء قلبه قليلاً لاعترفوا انه واحدٌ منهم وسألوه عن اسمه. بمرورِ الزمن، ألِفَتهُ النوارسُ. استبدلت بذراعيه المراكب وألسنة الصخر. هُنا على الأقل، لن يرشّها الصغارُ بالماءِ ستشاهدُ الغروبَ بسلام بعينيه الفاضحتين ملحاً وأسماكاً. كان من الممكن ان يكونَ آخرَ: فزّاع طيورٍ في حقلٍ ما... لكنّ اليدَ التي صنعتهُ فرضت هذه الهيئة، هذه الحياة.