صدر للناقدة خالدة سعيد كتاب عنوانه "الحركة المسرحية في لبنان 1960 - 1975: تجارب وأبعاد" عن لجنة المسرح العربي في مهرجانات بعلبك الدولية بيروت. والكتاب هو من اهم المراجع التي تتناول تاريخ المسرح الحديث في لبنان نظراً الى عمقه التحليلي ومنهجه العلمي. ولم تشهد الحركة النقدية المسرحية في لبنان كتاباً مماثلاً له في شموله الاتجاهات والتجارب والابعاد التي عرفها المسرح اللبناني. والكتاب في 718 صفحة من الحجم الكبير وهو مرفق بصور وقائمات احصائية ووثائق تلقي ضوءاً على تاريخ المسرح الحديث ومراحله التاريخية. ومن عناوين فصول الكتاب: المسرح اللبناني ولادة تحت راية التقدم، التأسيس، منير أبو دبس: المنطلق النظري، معهد التمثيل الحديث، فرقة المسرح الحديث وأعمالها، مسرح مهرجانات بعلبك، حلقة المسرح اللبناني، المسرح باللغة الفرنسية، المسرح الوطني، الممثلون قاعدة الحركة المسرحية، في الكتابة المسرحية عصام محفوظ، جورج شحادة...، المسرح الطليعي من المحاكاة الى التغيير... وجاء في تعريف الكتاب: "يتناول هذا الكتاب الحركة المسرحية في لبنان بين عام 1960 و1975. يومذاك نهض المسرح اللبناني، بلغاته الاربع، وللمرة الاولى، لمراجعة منطلقاته وركائزه وصياغة تصورات جديدة" نهض لإعادة النظر في مفهوم الخشبة اساساً وعلاقتها بالصالة، وفي دور المخرج والممثل، وكذلك في موقع النص والسينوغرافيا وسائر التقنيات. يومذاك كان المسرح في صميم حركة الافكار يتطلع الى ادوار فلسفية وأنتروبولوجية وسياسية ويتأسس كممارسة عليا للفاعلية الفكرية والرمزية والخيالية في المجتمع، كلغة للقضايا والاسئلة المصيرية. هذه الحركة لا تزال في شطرها الاكبر غير موصوفة ولا مدروسة، كما انها لا تزال ارثاً شفوياً مهدداً بالضياع، او اخباراً وأحاديث وتعليقات مبثوثة في الصحف. كيف بدأت تلك الانطلاقة، من اية مراكز وبأية حوافز؟ ما سجل كفاحها، وفي أي تجمعات انتظمت؟ اي المعاهد ومراكز التأهيل اسست؟ وتبعاً لأية اصول واتجاهات؟ من هم اعلام هذه الحركة؟ حكاياتهم، مراجعهم، تجاربهم، مسارحهم، وخصوصيات بحوثهم واتجاهاتهم؟ ما العروض التي قدموها وبم تميزت؟ كيف كانت اساليب الترجمة وما هي الترجمات؟ كيف تطورت الكتابة المسرحية؟ وكيف انطلقت حركة التأليف وبرزت ظاهرة المخرج المؤلف؟ ما علاقة البحوث المسرحية يومذاك بالحركات الحديثة في الفن والشعر، وما موقعها على خارطة البحث المسرحي في العالم؟". والكتاب حصيلة جهد طويل وعميق تطلب سنوات من البحث والتنقيب وشاءته مؤلفته كتابين في كتاب وجاء الاول في عنوان التأسيس والثاني في عنوان الانطلاق والبحث. ولم تدع الناقدة تجربة في حقل المسرح اللبناني الا تطرقت اليها منذ العام 1960 حتى مطلع الحرب جامعة بين اعمال الرواد المؤسسين وأعمال الاجيال التي تلتهم.