بيروت - كريات شمونة شمال اسرائيل - القدسالمحتلة - "الحياة" - ا.ف.ب. - رويترز - عاد جنوبلبنان مجدداً امس الى دائرة الاهتمام محلياً واقليمياً ودولياً. ففيما أكد رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو ان قواته ستبقى في لبنان "اياً يكن الثمن المؤلم الذي سندفعه"، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائىلية ان الولاياتالمتحدة الاميركية حذّرت سورية من تدهور الوضع جنوباً". وعكست هذه التصريحات مخاوف لبنانية فأعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان "الأجواء غير جيدة خصوصاً ان نتانياهو يُكثر من جولاته على الحدود". فقد أكد نتانياهو خلال جولة امس على الحدود الشمالية برفقة وزراء الشؤون الامنية ان الجيش الاسرائىلي باقٍ في لبنان ما لم يتم التوصّل الى "اتفاق أمني" مع السلطات اللبنانية. وقال "سنبقى في لبنان ايا يكن الثمن المؤلم الذي سندفعه"، مؤكداً "اننا لن نترك خطاب الشارع يؤثر فينا"، مشيراً الى التظاهرات التي نظمت في اسرائيل للمطالبة بالانسحاب من طرف واحد. واوضح ان "لدينا ثلاثة اهداف: حماية سكان شمال اسرائيل والسهر على أمن جنوبنا وأمن حليفنا "الجيش الجنوبي". لكن النائب المعارض يوسي بيلين انتقد حكومة نتانياهو. ودعا الى الانسحاب الفوري من الجنوب. وقال "ان كل من يوافق على بقاء الجيش الاسرائىلي من دون القيام بمحاولات جدّية للخروج من لبنان انما يراهن على دم الجنود الاسرائىليين". الى ذلك، أعلنت "يديعوت أحرونوت" ان سفير اسرائيل في واشنطن زلمان شوفال نقل الى نتانياهو ووزير خارجيته ارييل شارون مضمون رسالة اميركية وجّهت سراً الى دمشق تفيد "اننا لا نستطيع منع اسرائيل من التحرك ضد اهداف سورية اذا استمر الوضع في التدهور، ولن نزيد حظوظنا في ايجاد تسوية سياسية في الجولان الذي تحتله اسرائيل منذ العام 1967 من خلال العمل على زيادة التوتر في جنوبلبنان". واوضحت ان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط مارتين انديك وجّه الرسالة الى السلطات السورية. وجاء في تقرير رفعته الاستخبارات العسكرية الاسرائىلية الاسبوع الماضي الى لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست ان شحنات اسلحة تنقل في طائرات ايرانية تصل مرتين اسبوعياً الى مطار دمشق قبل ان ترسل الى مواقع "حزب الله" في جنوبلبنان عبر الخطوط السورية في البقاع. الى ذلك، قال الرئيس بري انه "غير مرتاح وان الاجواء غير جيدة. فالاسرائىليون يتصرفون على هواهم"، لافتاً الى الخروقات الاسرائىلية لاتفاق واي بلانتيشن التي يمكن ان تنعكس سلباً على لبنان خصوصاً ان نتانياهو أكثَرَ من جولاته في الجنوب والمناطق الحدودية اخيراً وهو يجول كما يحلو له من دون اي رادع". وقال الوزير فارس بويز، بعد استقبال الامين العام للجامعة العربية عصمت عبدالمجيد "ان عمليات المقاومة تدخل ضمن تفاهم نيسان ابريل ولا تتخطاه، وان الانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط هو الذي يهدّىء الوضع في الجنوب". وفي زيارة لافتة هي الأولى من نوعها لجنوبلبنان، أعلن السفير الاميركي ديفيد ساترفيلد "ان بلاده معنية بعدم القيام باعمال عنف في الجنوب وبسلامة المواطنين فيه وبنتائج العنف". وعن الموقف في حال قررت اسرائىل توجيه ضربة عسكرية، قال "نريد تجنّب اي اعمال عنف تساهم في توتير الوضع اذ ليس من مصلحة اي طرف مثل هذا التوتير لان الامر سينعكس سلباً على جميع الاطراف".