تصاعدت "حرب المذكرات" داخل المؤتمر الوطني الحزب الحاكم في السودان، الذي اتهم مسؤول فيه للمرة الاولى علناً عشرة اشخاص من الاقطاب الاسلاميين بالتآمر لتقليص دور الامين العام للمؤتمر الدكتور حسن الترابي، وذلك لمصلحة رئيس الدولة رئيس المؤتمر الفريق عمر البشير الذي يرأس مساء اليوم اول اجتماع للمكتب التنفيذي وآخر غداً للمجلس القيادي للمؤتمر بعد تعديل هيكله. وفيما كانت تفاعلات "مذكرة العشرة" تنحسر خلال الايام القليلة الماضية، تلقت "الحياة" امس مذكرة اعدها امين الامانة السياسية في المؤتمر الوطني السيد محمد الحسن الامين دحض فيها "مذكرة العشرة" التي عُرضت مطلع الشهر الجاري. واعتبر ان عرضها في الشكل والمضمون من دون علم الامين العام الدكتور الترابي جاء "مدبراً بما يشبه التنظيم" او ظهر كأن جماعة "عكفت على دراسته وتنقيح النظام الاساسي للمؤتمر وادخلت تعديلات في هيكله وقيادته". وقال الامين ان التعديلات ادت الى "التقليل" من موقع الامين العام الترابي والى تمهيد ل "تغيير" الامين العام مستقبلاً او حالياً، والى نقل قيادة التنظيم الى الدولة وتوجيه "نقد" حاد الى الامين العام الحالي واجهزته الامانة العامة. واضاف ان "مذكرة العشرة" جاءت بتغييرات هيكلية كبيرة كان يفترض ان يكون محلها المؤتمر العام وليس هيئة الشورى، كما جاءت "متعجلة" يصعب على كثيرين في اجتماع الهيئة تمييز اهدافها. ومن المآخذ الاخرى التي اوردها الامين في مذكرته، ان "العشرة خاطبوا هيئة شورى المؤتمر الوطني باسم الحركة الاسلامية" إذ ورد هذا التعبير 12 مرة في حين لم يذكروا المؤتمر الوطني سوى مرة واحدة "عرضاً". واعتبر الامين مطالبة "العشرة" في مذكرتهم بتوسيع هيئة الشورى وتوحيد القيادة العليا وتكريس العمل المؤسسي وتحقيق الاسس الصحيحة لوحدة داخلية منيعة، انها توجيه لاربعة اتهامات وتحديد لأوجه القصور في المؤتمر. وحدد الاتهامات الاربعة كالآتي : اولاً، ان الشورى صعبة المنال. ثانياً، ان القيادة غير موحدة وتفتقر للفاعلية. ثالثاً، ان العمل في المؤتمر غير مؤسسي في قيادته وفي جسمه. رابعاً، ان الوضع الحالي يُضعف الوحدة الداخلية. يذكر ان الموقعين على "مذكرة العشرة" هم وزير الاعلام الحالي الأمين العام السابق للمؤتمر الوطني الدكتور غازي صلاح الدين، ووزير التعليم العالي الدكتور ابراهيم أحمد عمر، ومستشار رئيس الجمهورية الدكتور أحمد علي الامام، ووزير شؤون رئاسة الجمهورية العميد بكري حسن صالح، ووزير الزراعة الدكتور نافع علي نافع، ووزير الطيران حامد تورين، وأحد شيوخ الاسلاميين عثمان خالد مضوي، ومن شباب الاسلاميين مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور بهاء الدين حنفي، ورئيس تحرير صحيفة "الانقاذ" السابق سيد الخطيب، ومنسق الدفاع الشعبي علي كرتي. وكان هؤلاء شرحوا في مذكرتهم ان الخلل داخل المؤتمر يتركز في منح معظم الصلاحيات للترابي. لذلك عبرت المذكرة عن ضرورة ان تشكل قيادة من ثلاثين عضواً برئاسة البشير، وان تختار هيئة الشورى رئيسها ومقررها من بين اعضائها مستبعدة البشير والترابي، إضافة الى تعديلات اخرى