تحول منحنى اسعار الاسهم في سوق الامارات من الانخفاض المستمر منذ ايلول سبتمبر الماضي الى الارتفاع في اليومين الاخيرين من الاسبوع الماضي. غير ان هذا التحول لم يستطع تغطية الخسائر التي لحقت بالأسهم في بداية الاسبوع المذكور وأغلق مؤشر بنك ابو ظبي الوطني بنهاية تعاملات امس منخفضاً نحو 34 نقطة ليصل الى 3321.5 نقطة. ولفت زهير الكسواني خبير الاسهم في الامارات الى ان التحول من تراجع الاسعار الى الارتفاع كان دون المرور في فترة استقرار. وقال ان السوق غالباً ما تسير باتجاه واحد نتيجة لأسلوب التقليد المتبع فيه. غير ان كثيراً من الشكوك ما زالت تحيط بالسوق على رغم التحسن النسبي في اسعار الاسهم. وأشارت مصادر السوق في هذا الصدد الى عدم تمكن "بنك دبي الاسلامي" و"شركة زراعة الاسماك العالمية" اسماك من تغطية الاصدارات الجديدة للأول وتغطية الاسهم المطروحة للاكتتاب بالنسبة للثانية وتمديد فترة الاكتتاب في الحالتين حتى الرابع من كانون الثاني يناير المقبل. كما لفتت المصادر الى ان اسهم شركة "اطارات" وهي احدث اصدار للأسهم الجديدة تباع حالياً في السوق بأسعار اقل من قيمتها الاسمية في أول ظاهرة من نوعها في سوق الامارات منذ بدء التعامل خلال السبعينات وحتى الآن. وأكدت الدوائر الاستثمارية على ضرورة صدور قرارات عن الحكومة تمنع الاعلان عن اي اصدارات جديدة خلال سنتين على الأقل. وطالبت في هذا الصدد بانشاء هيئة للرقابة على السوق وتأخير طرح اسهم "صناعات" المقرر في 23 كانون الثاني يناير المقبل برأسمال اربعة بلايين درهم الى وقت بعيد. ولكن مصادر استثمارية تقول ان السوق والمستثمرين يتطلعون الى طرح اسهم "صناعات" وان كثيراً منهم لم يساهموا في الشركات التي طرحت اخيراً لجمع قواهم الاستثمارية ودفعها في اوسع عملية استثمارية ستشهدها السوق بطرح اسهم "صناعات" للاكتتاب العام. ويرى الكسواني من خلال متابعته لتطور السوق خلال الفترة الاخيرة، وجود قوة شرائية كامنة تنتظر انخفاض الأسعار التي انخفضت فعلاً. وقال ان التداول ما زال قليلاً. وأضاف ان حركة الطلب على الأسهم خلال اليومين الأخيرين أدت الى اختفاء جميع العروض السابقة او رفع اسعارها على الأقل، وبدأت السوق تعاني من شحة العروض بالأسعار السائدة خلافاً لما كان سائداً خلال الأسابيع السابقة. وحذر الكسواني من ان تكون هذه الحركة مجرد فقاعة تستمر لفترة قصيرة ثم تنتهي ليعود الركود. وقال انها قد تكون بداية انتعاش فعلي للسوق ويعتمد ذلك على حركة الاسعار. وقال ان ذلك يعتمد بالتحديد على حركة الاسعار فاذا ازدادت بسرعة فانها ستدفع بعض المستثمرين الى البيع، ما سيعود بها الى الهبوط، اما اذا ارتفعت تدرجاً فيكون بامكان السوق استيعابها خصوصاً اذا رافق الارتفاع تداولات تعمل على تثبيت الأسعار. وبدوره قال زياد دباس مدير دائرة الأسهم في "بنك ابو ظبي الوطني" ان السوق تأثرت سلباً نتيجة عدم تغطية زيادة رأس مال "بنك دبي الاسلامي" وتمديد فترة الاكتتاب وكذلك الامر بالنسبة لشركة "اسماك". وأضاف ان السوق شهدت ارتفاعاً في حجم الطلب بنهاية الاسبوع الا ان توافر عروض البيع على اسهم معظم الشركات ادى الى توازن السوق بصورة عامة. وكان من ابرز التطورات في السوق ارتفاع أسعار تسعة أسهم من أبرزها سهم "اعمار" الذي بدأ يقود السوق باتجاه الارتفاع ووصل الى 26.5 درهم فيما انخفض سعر سهمين فقط وهما "ابو ظبي التجاري" و"دبي الوطني".