أكدت مصادر قيادية في المعارضة العراقية في طهران لپ"الحياة" ان تغييرات في التركيبتين السياسية والعسكرية للمسؤولين عن الملف العراقي لدى الايرانيين والمعارضة العراقية أدخلت أخيراً، وبموجبها لم يعد السيد علي آغا محمدي ممثلاً لمرشد الجمهورية الاسلامية مسؤولاً عن الملف العراقي والعلاقة مع مجموعات المعارضة العربية والكردية، وبات السيد محمد باقر الحكيم رئيس "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق قائداً لفيلق "بدر" بعد استقالة القائد السابق "أبو علي البصري" استجابة لرغبة معظم الكوادر العسكرية. وأكدت مصادر "المجلس الأعلى" تولي الحكيم قيادة فيلق "بدر" مشيرة الى انه سيبقى في الوقت نفسه "القائد العام للقوات الاسلامية"، أي الذراع العسكرية لفصائل المعارضة. وليس خافياً وجود تباين بين سياسة حكومة الرئيس محمد خاتمي وبين توجهات المسؤولين الذين يتعاطون مع الملف العراقي ميدانياً، حيال العلاقة مع الحكومة العراقية ومسألة تغيير النظام في العراق، اذ تعتبر الديبلوماسية الايرانية ان العلاقة ينبغي ان تكون مع "الحكومة المركزية في بغداد"، وتبدو الحكومة الايرانية "جدية في توثيق العلاقة مع العراق ككيان انطلاقاً من رؤية استراتيجية بمعزل عن النظام القائم". لكن جهات أخرى في ايران ترى ضرورة تعزيز العلاقة مع فصائل المعارضة. وبدا ان زيارة آغا - محمدي للندن عشية العملية العسكرية الاميركية - البريطانية ضد العراق أحرجت أوساطاً رسمية وسياسية ايرانية معنية بالعلاقات العربية - الايرانية، خصوصاً بعدما تبين ان مسؤولين رفيعي المستوى في النظام لم يكونوا على علم مسبق بالزيارة وتوقيتها وبرنامجها. وترافق ذلك مع معلومات افادت ان آغا - محمدي زار لندن ليجري محادثات مع فصائل المعارضة ومسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية للاطلاع على "مشاريع التغيير" في العراق. لكن قريبين الى آغا - محمدي نفوا ان يكون التقى مسؤولين بريطانيين. وأشاروا الى ان محادثاته مع ممثلي المعارضة "لم تحمل طابعاً استثنائياً على رغم تزامنها بالصدفة مع بدء الهجوم على العراق". واعتبرت أوساط سياسية مطلعة ان تغيير المشرف "الميداني" على الملف العراقي وإحالة هذا الملف بكامله على سلطة عليا اخرى في النظام يحملان دلالات سياسية وعملانية كبيرة، لكن القريبين الى آغا - محمدي ينفون ذلك، ويشددون على ان المسألة "طبيعية بما ان محمدي عُين أخيراً مساعداً سياسياً لمدير الاذاعة والتلفزيون". وعزت أوساط المعارضة تسلم الحكيم قيادة فيلق "بدر" الى أمرين: "ضبط الأمور داخل الجناح العسكري وتأكيد مركزية قيادته، وبالتالي خططه وقراءاته. والأمر الثاني، الإشارة الى ان المعارضة ربما تعد لتحركات نوعية". وصرح الحكيم الى "الحياة" بأن النظام العراقي كان خلال الضربات العسكرية "يشعر بالرعب من انتفاضة شعبية لمعرفته بتصاعد وتيرة الرفض والعمل المقاوم بصورة منظمة". وتابع ان "قوى المعارضة لم تكن في الوقت نفسه ترى الاصطفاف الى صدام حسين أو مع القصف، لذلك لم تقم بأي رد فعل"