فرانكفورت، تونس - أ ف ب - تظاهر عشرات السوريين أمام سفارات بلدهم في عدد من عواصم العالم واقتحموا وخربوا عدداً منها، وأعلنت الرئاسة التونسية أنها تستعد لطرد السفير السوري، احتجاجاً على الأنباء التي تحدثت عن مقتل نحو 260 شخصاً في مدينة حمص في قصف نفذه الجيش السوري كما قال معارضون، بينما نفت دمشق هذه المعلومات. وقال الناطق باسم رئاسة الجمهورية في تونس في بيان أن «تونس ستشرع في الإجراءات العملية والترتيبية لطرد السفير السوري من تونس وسحب أي اعتراف بالنظام الحاكم في دمشق» على خلفية قصف مدينة حمص. وأكد أن «تونس تتابع بكثير من الانشغال والأسى ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من مجازر دموية على يد النظام الحاكم في دمشق». وفي الكويت اقتحم عشرات الأشخاص، غالبيتهم من المقيمين السوريين، السفارة السورية أمس ورفعوا «علم التحرير» لكن سلطات الأمن منعتهم واعتقلت عدداً منهم، وسمعت أصوات إطلاق نار تحذيرية خلال المناوشات، ثم ما لبث أن تجمع آلاف من الناشطين الكويتيين يتقدمهم نواب في مجلس الأمة (البرلمان) في اعتصام أمام السفارة بعد ساعات مطالبين بطرد السفير السوري. وجاء في بيان لوزارة الداخلية أن مجموعة من المقيمين السوريين اقتحمت فجر السبت سفارة سورية لدى الكويت وأنزلت العلم وأتلفت الكثير من مرافق المبنى. وتابع أن الشرطة الكويتية المعنية بحراسة السفارات «أطلقت الأعيرة النارية للتحذير إلا أنهم استمروا في محاولتهم اقتحام مبنى السفارة وأنزلوا العلم وعبثوا وأتلفوا الكثير من مرافق المبنى ما أدى إلى إصابة عدد من رجال الشرطة المعنيين بحراسة السفارة». وأوضح البيان أن السفير السوري وأياً من الديبلوماسيين العاملين بالسفارة لم يتعرضوا لأي أذى نتيجة عملية الاقتحام و أنه «تم إلقاء القبض على عدد من المشاركين في عملية الاقتحام بينهم عدد من المواطنين الكويتيين». وأعربت الوزارة عن أسفها لوقوع مثل هذا «المس أو الاعتداء على أي من البعثات الدبيلوماسية العاملة في دولة الكويت والذي يعد خرقاً لتشريعات وقوانين الدولة والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تحمي مقرات السفارات وأعضاء الهيئات الديبلوماسية ولا يجوز مطلقاً تعريضها للتهديد أو لمثل هذه الأعمال التخريبية». وكان رئيس البرلمان العربي عضو مجلس الأمة الكويتي سالم الدقباسي دعا الدول العربية «إلى طرد سفراء النظام السوري فوراً». وفي جدة (غرب السعودية) تجمع عشرات السوريين المقيمين في السعودية أمام قنصلية بلادهم في جدة قبل ظهر السبت، منددين ب «المجرزة» في حمص، وفق شهود عيان. وقال الشهود إن التجمع بدأ بالانفضاض مع وصول دوريات الشرطة إلى المكان. وفي القاهرة، قال موظف في السفارة السورية إن عشرات المعارضين للنظام السوري اقتحموا سفارة سورية فجر السبت وخربوا المبنى وأضرموا النار في الطبقة الأرضية منه. وفي لندن، تجمع نحو 150 شخصاً ليل الجمعة السبت أمام مقر السفارة السورية، وأوقفت الشرطة البريطانية خمسة أشخاص لإخلالهم بالنظام العام بعد التظاهرة، مؤكدة أن عناصرها «ينتشرون في المكان لضمان أمنه»، فيما ذكرت «بي بي سي» أن بعض نوافذ السفارة حطمت. وفي أثينا قال مصدر في الشرطة إن حوالى خمسين متظاهراً معظمهم من السوريين نجحوا في اقتحام مبنى السفارة السورية في العاصمة اليونانية وكتبوا على الجدران عبارات معادية للنظام. وتابع أن الشرطة أوقفت 12 سورياً وعراقياً واحداً. وكانت الشرطة الألمانية أعلنت في بيان أن حوالى عشرين شخصاً اقتحموا الجمعة مقر السفارة السورية في برلين وألحقوا بعض الأضرار المادية قبل أن يتم إجلاؤهم من جانب الشرطة. وأكد متحدث باسم الخارجية الألمانية في بيان آخر أن «الأعمال المرتكبة ضد السفارة السورية في برلين يجب إدانتها بأشد العبارات». وزاد أن «الحكومة تتولى بجدية كبيرة مسؤولياتها للحفاظ على أمن كل الممثليات الديبلوماسية والقنصلية في ألمانيا».