حذرت كرواتيا كلاً من الولاياتالمتحدة وقوات حفظ السلام الدولية من مغبة التدخل الى جانب المسلمين البوسنيين في مناطق حدودية متنازع عليها مع كيان الاتحاد الفيديرالي البوسني. وأوضح الرئيس فرانيو توجمان في كلمة ألقاها أمام ضباط الاكاديمية العسكرية الكرواتية أول من أمس ان "الدفاع عن سيادة أراضي كرواتيا ووحدتها يشكل الصدارة في واجبات القوات المسلحة بما فيه التصدي لوحدات حلف شمال الاطلسي الموجودة في البوسنة، اذا حاولت انتهاك حرمة الاراضي الكرواتية في المناطق المتنازع على عائديتها مع البوسنة". واتهم المسؤولين الدوليين والمنظمات الانسانية العالمية ووسائل الاعلام الكرواتية المستقلة بالانحياز الى جانب البوسنة "انطلاقاً من مهماتها التجسسية التي جعلت كرواتيا خاضعة للمراقبة اكثر من أي بلد آخر في العالم". ورد الرئيس الكرواتي بعنف على الانتقادات الاميركية الموجهة الى حكومته في شأن مشاكلها مع البوسنة مشيراً الى ان بلاده ترغب في اقامة علاقات صداقة وتعاون مع الولاياتالمتحدة "شرط ألا يتعارض ذلك مع استقلال كرواتيا". التعاون مع روسيا وجاءت كلمة توجمان بعد زيارة لموسكو استمرت ثلاثة أيام ووصف الوثائق التي وقعها مع المسؤولين الروس بأنها "شكلت خطوة كبيرة في تطوير التعاون الثنائي بين البلدين من دون ان تهدد العلاقات الكرواتية مع الولاياتالمتحدة". ويتركز النزاع الكرواتي - البوسني على منطقتين تحيطان بكل من بلدتي "بوسانكا كوستاينيتسا" في غرب الاتحاد الفيديرالي و"مارتين برود" في جنوبه. ودعا المنسق المدني لعملية السلام كارلوس ويستندورب وحدات حفظ السلام الدولية "إخراج مجموعات الشرطة الكرواتية منهما". وأفاد عضو هيئة الرئاسة البوسنية علي عزت بيغوفيتش انه "حذر كرواتيا من خطورة ابقاء قواتها بصورة غير شرعية في الأراضي البوسنية، وأشار في تصريح نقله تلفزيون ساراييفو الى ان البوسنة "ستجمد أعمال اللجنة المشتركة لرسم الحدود اذا لم تسحب كرواتيا قواتها من الأراضي البوسنية". الى ذلك وصف وزير داخلية الاتحاد الفيديرالي محمد زيليتش التهديدات الكرواتية بأنها "ضمن محاولات حكومة زغرب اثارة الحوادث لاختلاق المشاكل التي تريدها مع البوسنة". وأشار الى ان البوسنة "تنتظر المساعدة من وحدات حفظ السلام لاخراج القوات الكرواتية من المناطق التابعة لأراضي دولة البوسنة - الهرسك"