تسعى مجموعة من سيدات الاعمال السعودية الى تأسيس شركة مساهمة ذات تخصصات ولها علاقة مباشرة باحتياجات المرأة، من خلال مجلس ادارة تشغل مناصبه عضوات وتدار مشاريعه بكوادر نسائية بنسبة مئة في المئة. وتؤكد المجموعة التي لا ترغب في الوقت الحاضر، الكشف عن هوياتها حتى يتم الانتهاء من دراسات الجدوى والحصول على التراخيص اللازمة من الجهات الرسمية، ان هذه الخطوة ستشجع الكثير من سيدات الاعمال على تكوين مجموعات لها ذات الاهتمامات لجهة انشاء الشركة النسائية المساهمة. وتعتقد المجموعة المكونة من اربع سيدات ان مستقبل القطاع النسائي الخاص في السعودية سيكون اكثر اشراقاً لا سيما مع دخول اعداد متزايدة من السعوديات مجال العمل الخاص وعدم اعتمادهن على الوظائف الحكومية. ويتوقع ان يشتمل نشاط الشركة التجاري على توفير ما تحتاجه المرأة من سلع كمتطلبات يومية، اضافة الى احتياجات عائلتها ومنزلها. وعلى رغم وجود عدد من الشركات الصغيرة المؤسسة من قبل سيدات، الا ان حجم اعمال تلك الشركات ومحدودية انتشار نشاطها قلل من اهميتها ومستوى تنافسيتها. وفي هذا الصدد، استطلعت "الحياة" آراء بعض سيدات الاعمال حول فكرة انشاء سلسلة من الشركات المساهمة او نوعيات اخرى من الشركات مثل التضامنية او ذات المسؤولية المحدودة. وقالت السيدة نهال العمري "ان هناك الكثير من الشركات النسائية الذي يعمل بهدوء ومن دون الاعلان عن نفسه لأن القائمات عليه من السيدات الجادات اللاتي لا تهمهن نظرة المجتمع ولا ينتظرن رضاء احد بل يهدفن الى العمل والانتاج". اما لم لا تتعاون فئة سيدات الاعمال فيما بينها، فلفتت السيدة العمري الى ان تلك الفئة لا تعلم بوجود بعضها البعض الا من خلال السمع وتناقل الاخبار بين الأسر المختلفة، "فرجال الاعمال مثلاً يجدون ملجأ في الغرفة التجارية للتعارف وتبادل الآراء، ولربما مناقشة مشاريع مشتركة بين اي منهم، اما سيدات الاعمال فبالاضافة الى انهن يعملن في انفصال تام ليس عن بعضهن البعض فقط بل وعن السوق والمجتمع ايضاً لأسباب اجتماعية معروفة، فهن لا يعلمن بوجود سيدات اخريات في اي مجالات مماثلة او حتى بعيدة، وكأن لكل واحدة منهن عالمها الخاص في نشاطاتها او شركتها تعمل بجهد وتنتج وتبيع وتشتري ولكن من دون ان يكون لها اتصال حقيقي بالعالم الخارجي". اما السيدة سميرة ابو غلية فمتحمسة للفكرة وتتمنى قيام مثل تلك الشركات "لما لها من ايجابيات،" لكنها شككت في الوقت نفسه، في ان يتحقق التعاون بين سيدات الاعمال عبر الشركات المساهمة مبررة ذلك باختلاف الشخصيات والآراء والظروف الاجتماعية "فكل امرأة عادة لها شخصيتها المستقلة ولا تمتثل لإمرأة اخرى، واذا كان هناك صراع فلا تستمر هذه الشركة، اما التعاون بين سيدات الاعمال ذوات التخصصات المشابهة فلا يمكن ان يستمر تعاونهن للاسباب نفسها". وتضم السيدة لمياء العمران صوتها الى مؤيدات قيام مثل تلك الشركات، وتقول: "نتمنى تأسيس شركة مساهمة من قبل سيدات لتدار بكوادر نسائية ولكنه مطلب يحتاج الى مرونة في تطبيق القوانين ورفع للقيود الموضوعة على عمل المرأة بالاضافة الى تعزيز للثقة بين السيدات". وتشدد السيدة مضاوي القنيعير على ضرورة ان "يؤمن القائمون على الغرف التجارية السعودية بأهمية دور سيدة الاعمال وان يتم انشاء اقسام نسائية لخدمتها كما يُخدم الرجل". وترى ان هذه الخطوة ستجعل المجتمع السعودي "يشهد انطلاقة جيدة لسيدات الاعمال نتيجة وجودهن وتعارفهن ومشاركتهن معاً، ما سيوّلد حتماً مشاريع تخدم المرأة السعودية". وتجد السيدة سهام منصور ان التقصير في عدم انشاء شركة مساهمة تعتمد على رؤوس اموال لسيدات اعمال، وتُدار بكوادر نسائية يرجع عليهن، لان الاقتصاد السعودي لم يحرم السيدة من ذلك وليس هناك قانون او تشريع في السعودية يقرّ بعدم امكانية السيدات السعوديات انشاء نظام اقتصادي مساهم. وتعتقد ان الاهتمام بزيادة الوعي لدى السعوديات هو نقطة الانطلاق، وتستشهد بنجاح المؤتمر النسائي الذي عقد في مدينة الرياض الشهر الماضي وحضره اكثر من 300 سيدة اعمال من انحاء السعودية، اضافة الى الزائرات الاخريات ذوات الاهتمامات المختلفة. واخيراً تتأسف السيدة سلمى غوث لعدم وجود تعاون بين سيدات الاعمال ذوات التخصصات المتشابهة او غيرها، وتعتقد بأن سيدات الاعمال الموجودات في الساحة لا يؤمن بالاعمال الجماعية لعدم ثقتهن بإمكانية نجاحها، وان الامر ربما احتاج الى برامج توعية يدعمها الاعلام المحلي، وقد يحتاج الى استقطاب سيدات مثقفات لشرح انظمة، الشركات المساهمة. "واعتقد بأننا لو بدأنا بالشركات التعاونية لكانت النتائج مجدية بما بساعد على اقناع السيدات في تأسيس مثل الشركات الجماعية والتي ربما ساهمت في شكل مرض في تنمية الاقتصاد السعودي الذي ما زالت مساهمة المرأة فيه ضئيلة، ولا تكاد تذكر، كما ان ذلك من شأنه ان يفتح مجالات جديدة لاستغلال الثروة البشرية النسائية التي لا تجد مكانها في المؤسسات الفردية الصغيرة"