دبي - أ ف ب - شكلت الغارات التي نفذتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا على العراق دعوة مفتوحة الى اطاحة نظام الرئيس صدام حسين، لكن المعارضة العراقية تعتبر ان الغارات لم تنجح في تقديم الوسائل الكفيلة بتحقيق هذا الهدف. وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وهو يعلن نهاية العمليات: "سيكون رائعاً اسقاط صدام واذا تمكنت عمليتنا من ان تخلق وضعاً مشجعاً على تحقيق هذا الاحتمال، سنكون سعداء، لكن هذا لم يكن الهدف". واعلن الرئيس بيل كلينتون السبت ان "افضل وسيلة على المدى البعيد لوضع حد للتهديد الذي يمثله صدام بالنسبة الى شعبه والمنطقة، ان تكون للعراق حكومة مختلفة". واضاف "سنزيد التزامنا لدى مجموعات المعارضة العراقية، وسنبقى جاهزين لمساعدة قيادة جديدة في بغداد". ورأى محمد عبدالجبار الذي ينتمي الى "المؤتمر الوطني العراقي" المعارض ان "ليس هناك اي نظام يسقط بالغارات الجوية فقط بل يجب ان يتزامن القصف مع تحرك على الارض". واضاف ان "العملية ثعلب الصحراء كانت محدودة الاهداف والنتائج، ولم تكن هناك خطة لاسقاط صدام" من قبل الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وتابع ان المعارضة لم "تبلغ الضربة" وبقيت "مستبعدة تماماً" من واشنطنولندن. واكد عضو مجلس الشيوخ الاميركي جو بيدن بعد محادثات مع مسؤولين ان واشنطن "اعربت بوضوح" عن استعدادها لمساندة اي جنرال يريد اطاحة صدام. لكن عسكرياً اميركياً رفيع المستوى اعترف بأن واشنطن لم يكن لديها أي تصور عن مدى فعالية استراتيجية كهذه. وقال ان "الأمر كان مثل ضربة حظ". وذكر نيل بارتريك الخبير في المعهد الملكي في لندن ان "هناك املاً بأن يقتل احد صدام يوماً ما ولكن ليست هناك اي خطة" ملموسة. واوضح ان "هذا السيناريو يتضمن أخطاراً بكل تأكيد، لكنها اقل من تلك التي تتضمنها اطاحة نظام صدام من خارج". ويعتقد ان الخوف من فراغ السلطة وتشرذم العراق دويلات ساهم كثيراً في ابقاء صدام في الحكم بعد حرب الخليج. وقال السير جون موبيرلي السفير البريطاني السابق في بغداد ان "عملية ثعلب الصحراء لم يكن هدفها واضحاً جداً"، وان واشنطن كانت تخشى ان تبدو العملية فاشلة اذا تمكن صدام من الاستمرار في السلطة. واضاف: "انهم يأملون كما يبدو بأن يحاول أحد" اطاحة الرئيس العراقي ولكن "ليست لديهم فكرة واضحة عما يمكن ان يكون الامر". واعرب غسان العطية وهو ديبلوماسي عراقي سابق انتقل الى المعارضة عن عدم اقتناعه بأن العملية شكلت تهديداً لنظام صدام ، وزاد: "اصبنا باحباطات كثيرة في الماضي" في اشارة الى المواجهات التي تلت حرب الخليج، بين المعارضين وبين الجيش في جنوبالعراق وشماله