لندن - أ ف ب، رويترز - أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس ان نظام الرئيس العراقي صدام حسين "أضعف الى حد كبير" بفضل أربعة أيام من الغارات الاميركية والبريطانية التي أطلق خلالها أكثر من أربعمئة صاروخ عابر للقارات على العراق، أي أكثر مما أطلق طوال حرب الخليج في العام 1991. وأعلن بلير ايضاً ان لندن سترسل في كانون الثاني يناير المقبل، أي بعد انتهاء شهر رمضان، حاملة الطائرات "انفنسيبل" الى الخليج في اطار استراتيجية "احتواء" العراق. وقال بلير في مؤتمر صحافي في لندن ان "برامج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية اعيقت لسنوات عدة" بفضل حوالى مئتي غارة شنت على حوالى مئة هدف. وأ;د ان "قواتنا ستبقى مستعدة للضرب مجدداً في حال شكل صدام حسين تهديداً لجيرانه أو طور أسلحة الدمار الشامل". كما أكد ان نحو ثلاثين موقعاً لانتاج اسلحة دمار شامل أصيبت وكذلك 27 مركزاً لمدفعية الدفاع الجوي و20 مركزاً للقيادة و10 ثكنات للحرس الجمهوري وستة مطارات. وأضاف: "اعتقد اننا تمكنا من إعاقة امكانية ان يستخدم صدام أسلحة مخيفة لبضع سنوات". وأضاف ان بلاده ستواصل اتصالاتها مع "المعارضة العراقية لمساعدتها على الخروج برؤيتها في شأن عراق أفضل". وأعلن بلير تفاصيل خطته العسكرية والديبلوماسية لپ"احتواء الرئيس العراقي صدام حسين، وتتألف من ثلاث نقاط. أولا: "قبل كل شيء يجب علينا إبقاء التهديد باللجوء الى القوة قائماً وستبقى قواتنا مستعدة للتدخل عندما يكون ذلك ضرورياً". تعزيزات بريطانية وذكر ان لندن سترسل حاملة الطائرات "انفنسيبل" الى الخليج في الشهر المقبل لتساهم في دعم "حالة الاستنفار المتقدمة" البريطانية. ثانياً: العمل على تطبيق دقيق لعقوبات الاممالمتحدة، خصوصاً مراقبة "التجارة المشبوهة" التي كان يستفيد منها العراق. إلا ان بلير التزم بأنه سيبحث مع الدول المعنية الأخرى سبلاً أفضل من ذي قبل لمساعدة الشعب العراقي الذي يعاني من العقوبات منذ سبعة أعوام. ثالثاً: دعم التعاون مع الاممالمتحدة وبلدان الشرق الأوسط وإشراك الاتحاد الأوروبي "لوضع استراتيجية جديدة تهدف الى ضمان الاستقرار بين العراق والمجتمع الدولي". وكان بلير دعا أول من أمس، في حديث مع تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية "بي.بي.سي" الى وضع استراتيجية "احتواء" لنظام الرئيس العراقي صدام حسين تترافق مع رقابة أفضل لاحترام العقوبات التي فرضتها الاممالمتحدة. وفي محاولة لتحديد سياسة الخروج من الأزمة بعد أربعة أيام من الغارات الجوية الاميركية - البريطانية على العراق، قال بلير: "إننا بحاجة لسياسة احتواء تتضمن، اذا كان الأمر ضرورياً، اللجوء الى الوسائل العسكرية". وأضاف: "الآن يعرف صدام حسين اننا مستعدون لاستخدام القوة وان بوسعنا ان نصيب بدقة العناصر الاساسية لبنيته العسكرية". واستطرد قائلاً انه على رغم ان الحملة العسكرية حققت أهدافها الا "أن أمامنا مشكلة قائمة مع صدام". ورأى انه لا بد من "تشديد تطبيق نظام العقوبات حتى يتم تطبيقه بالفعل". وقال بلير ايضاً انه يؤيد، مثل الرئيس الاميركي بيل كلينتون عودة مفتشي نزع الأسلحة الى العراق، ولكن فقط إذا كان بإمكانهم القيام بعملهم "بشكل مناسب". وأضاف: "نحن بحاجة الى نظام تفتيش يجعل صدام حسين يتعاون بشكل مناسب". وحذر رئيس الوزراء البريطاني من انه "إذا لم يكن مستعداً للتعاون بشكل صحيح لن نعود الى لعبة الهر والفأر. يجب ان يتم ذلك على اساس واضح". واعرب عن "قناعته بأن غالبية العواصم العربية تتفهم ضرورة مواجهة التهديد العراقي". واكد بلير "يعرف العالم العربي ان الخطر المباشر الذي يمثله صدام حسين موجه ضد العرب". وأضاف: "أياً كانت الحساسيات حيال العمل العسكري فإن العالم العربي هو آخر من يرغب في ان يخرج صدام حسين من قفصه ليصبح بمقدوره ان يلحق الأذى". وكان بلير أعلن ليل أول من أمس انتهاء الغارات الجوية على العراق، موضحاً انها "حققت أهدافها العسكرية". ووجه تحذيراً الى الرئيس العراقي صدام حسين مؤكداً ان الغرب يبقى متيقظاً وعلى استعداد للتحرك مجدداً إذا لزم الأمر. وأوضح: "كنا حددنا لأنفسنا هدف اضعاف صدام وجعل قدراته العسكرية غير فعالة، وقد حققنا ذلك". وقال ان الهجمات الجوية التي شنتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا دمرت معظم البنية الاساسية العسكرية للعراق. واضاف انه يجب على صدام "ألا يشك في اننا ما زلنا مستعدين للعمل مرة اخرى". واعتبر انه "ما دام صدام حسين باقياً سيبقى التهديد وسيبقى استعدادنا للمواجهة". وأوضح انه تم إلحاق أضرار جسيمة بالدفاعات الجوية ومراكز القيادة والتحكم وانتاج الصواريخ والانظمة التي يمكن ان تستخدم في الحرب الكيماوية والبيولوجية. وقال: "بالإضافة الى ذلك ألحقت أضرار حقيقية بمؤسسة الحرس الجمهوري، صفوة قواته المسلحة، الذين لهم دور كبير في برنامج أسلحة الدمار الشامل". وأعرب عن الأسف "لسقوط أي قتلى بين المدنيين". واعتبر ان صدام تلقى "أوضح إشارة ممكنة الى اعتزامنا القيام بتحرك بالقوة اذا أقدم مرة أخرى على تحدي التزاماته الدولية"