تشير تصريحات مسؤولين كبار في البنتاغون في لقاءات مع المراسلين الى ان الضربات الجوية والصاروخية الاميركية ضد العراق تستهدف، فضلاً عن مواقع انتاج أسلحة الدمار الشامل وتخزينها، فرق الحرس الجمهوري ومعداته، ودعائم اخرى للنظام العراقي تساعد على ابقاء الرئىس صدام حسين وحزب البعث في السلطة. ويعني ذلك انها محاولة متعمدة لاضعاف النظام الى درجة يمكن ان تسمح بحدوث تمرد، ربما في المستقبل القريب، يمكن ان يلقى عندئذ دعم الولاياتالمتحدة. ورغم توقعات زعماء سياسيين أن تنتهي حملة القصف امس، فإن النتائج "المتفاوتة" للغارات وفقاً للتقديرات الاولية للاضرار التي سببتها قد تعني ان العسكريين الاميركيين سيضغطون لمواصلة الضربات حتى تحقيق مستويات كافية من التدمير. والتقى الرئىس كلينتون امس فريق مستشاريه لشؤون الامن القومي لاعطائه صورة عن نتائج الحملة واتخاذ قرار في شأن مواصلة الهجمات. وكان الاميرال توم ويلسون مدير الاستخبارات في رئاسة الاركان المشتركة ونائب الاميرال فراي مدير العمليات قدما اول من امس عرضاً للأهداف المختلفة وتقويماً للاضرار التي اُلحقت بها. ومن اصل 89 هدفاً ضربت قبل موجة القصف الصاروخي ليل اول من امس، لم يُدمّر بشكل كامل سوى 8 أهداف، أي اقل من 10 في المئة، فيما لحقت اضرار جسيمة بعشرة مواقع واضرار متوسطة ب 18 موقعاً واضرار طفيفة بثمانية مواقع. ولم يصب 12 موقعاً بأي اضرار ذات شأن. ولم يكن التقويم قد شمل بعد 33 موقعاً، ما يعني ان هذه الارقام سترتفع. وتدعم لائحة الاهداف الفرضية القائلة بان واشنطن تسعى الى زعزعة الحكومة العراقية، على رغم نفي وزير الدفاع ويليام كوهين ذلك. والملفت في شكل خاص تركيز البنتاغون على ضرب البنية التحتية لمراكز القيادة والسيطرة وقوات الحرس الخاص، الأكثر ولاءً للنظام التي تتألف من 30 ألف رجل وتتولى حماية اسلحة الدمار الشامل العراقية والامن الرئاسي، بالاضافة الى وحدات الحرس الجمهوري والمروحيات الهجومية. وأوضح الاميرال ويلسون أن "مطارات معينة ضُربت، بشكل أساسي تلك التي تحتوي مروحيات هجومية، كالتي تُستخدم لمهاجمة الاقليتين الكردية والشيعية في الشمال والجنوب على التوالي". بالاضافة الى ذلك، اُلقي مليونان من المنشورات في انحاء الجنوب استهدفت فرق الجيش النظامي المتمركزة هناك، وهي تعد بعدم مهاجمتها اذا لزمت مواقعها. وركزت الضربات على ثماني منشآت تابعة لخمس فرق من الحرس الجمهوري حول بغداد وفرقة اخرى متمركزة في الشمال على مقربة من الاكراد وفرقة مشاة تابعة للحرس في الجنوب. وافادت صحيفة "واشنطن بوست" امس ان معظم قوات الحرس الجمهوري واسلحته الثقيلة لم تكن قد نُشرت، ويُحتمل انها تكبّدت خسائر كبيرة جداً ربما تقدر بالآلاف. يبدو الهدف واضحاً: تحاول الولاياتالمتحدة ان تدق اسفيناً بين الجيش النظامي والحرس الجمهوري، بأمل ان ينتفض الجيش بالتنسيق مع الاكراد والشيعة. وبتجريد العراق من مروحياته الهجومية ستزيل الولاياتالمتحدة واحداً من اكثر اسلحته فاعلية في قمع اعمال التمرد. وكان وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين قال في مقابلة مع تلفزيون "سي. ان. ان" ليل الجمعة - السبت: "اننا حساسون لبداية رمضان، لكن العملية العسكرية أهم الآن وسنواصل تنفيذها". وأضاف: "لا يوجد موعد محدد للانتهاء. حددنا أهدافاً محددة للغاية نعتزم مهاجمتها وعندما تنتهي هذه المهام ستكون المهمة قد انتهت. وإلى أن يحدث ذلك، علينا الاحتفاظ ببعض المرونة على الأقل، إذ قد نعود ونضرب بعض الأهداف"