فشلت المفاوضات بين المجموعة العربية في الأممالمتحدة وبين "الترويكا" الاميركية - الروسية - النروجية التي تتبنى تقديم مشروع قرار "عملية السلام للشرق الأوسط" في الجمعية العامة. وأبلغت "الترويكا" الطرف العربي اعتزامها عدم طرح مشروع القرار الى التصويت هذه السنة بعدما اصرّ الطرف العربي على تعديلين اساسيين رفضتهما اسرائيل هما: تضمين القرار اشارة واضحة الى مبدأ الأرض مقابل السلام، وفقرة خاصة بالمستوطنات باعتبارها عرقلة امام عملية السلام. ووافقت "الترويكا" على تعديلات اخرى قدمتها المجموعة العربية، اهمها التشديد على ضرورة تحريك كل مسارات التفاوض في عملية السلام، والاشارة الى القرار 425 في قرار "عملية السلام للشرق الأوسط". وللمرة الأولى منذ طرحها قرار "عملية السلام للشرق الأوسط" في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وافقت الولاياتالمتحدة على ذكر القرار 425 في مشروع القرار الذي كان سيطرح الى التصويت في اليومين المقبلين. وأكد رئيس المجموعة العربية للشهر الجاري مندوب اليمن السفير عبدالله الاشطل "ان الاميركيين وافقوا على النص اللبناني كما اتى" في اطار التعديلات التي طرحها الطرف العربي مع الطرف الاميركي. وقال ان مشروع القرار كان سيؤكد "اهمية تنفيذ القرار 425" الذي طالب اسرائيل بالانسحاب من جنوبلبنان. وكانت الولاياتالمتحدة قاومت جهود ذكر القرار 425 في السنوات الخمس الماضية لأن اسرائيل تعارض ذلك، ما ادى الى تصويت لبنان وسورية ضد قرار عملية السلام للشرق الأوسط. لكن اسرائيل أعلنت هذه السنة موافقتها على القرار 425 بعد مضي عشرين سنة على رفضه. وهذا بدوره جعل الولاياتالمتحدة توافق على التعديل اللبناني بالنص الذي قدمه السفير سمير مبارك. وقال السفير عبدالله الاشطل ان المجموعة العربية ناقشت مشروع القرار الذي تتبنى تقديمه تقليدياً ثلاث دول هي الولاياتالمتحدة وروسيا والنروج "وتقدمت بأربعة تعديلات اساسية" هي: أولاً، تأكيد مبدأ الارض مقابل السلام. وفي هذا الاطار "اقترحت الولاياتالمتحدة صيغة تؤكد كل مبادئ عملية السلام" حسب الاشطل الذي اشار الى ان مشروع القرار ينطلق من تأكيد القرارين 242 و338 كأساس لعملية السلام. لكن الصيغة الاميركية لم تكن مقبولة عربياً. ثانياً، طرحت المجموعة العربية تعديلاً يقضي بپ"منع اقامة المستوطنات" واستجابت الولاياتالمتحدة لهذا المطلب عبر صيغة تنص على المطالبة بالاحجام عن اجراءات على الارض" تؤثر في الوضع النهائي للاراضي. وهذا بدوره لم يكن كافياً من وجهة النظر العربية. ثالثاً، اقترح الجانب العربي تعديلاً يشدد على تحريك عملية السلام على "كل المسارات". وقال رئيس المجموعة العربية "ان الاميركيين وافقوا على ذلك". ورابعاً، التعديل المعني بالقرار 425. "وللمرة الاولى وافق الاميركيون على ذكر اهمية تنفيذ هذا القرار"، كما أكد الاشطل.