وصلت علاقة المهاجم المغربي أحمد بهجا بفريقه الاتحاد الى مرحلة ترتقي الى درجة الأزمة، وبدأت أصوات كثيرة في النادي السعودي تطالب بالتخلص من عقده وإبعاده من الفريق بعد سلسلة من المشاكل تسبب فيها وأفقدت الاتحاد مباريات مهمة عدة. استهل بهجا باكورة اشكالاته هذا الموسم عندما قذف مدرب الفريق البلجيكي ديمتري بقارورة المياه الغازيه احتجاجاً على قراره منع تناول هذا الصنف أثناء المعسكر، ماجعل ديمتري يصدر قراراً بطرده من المعسكر واستبعاده من قائمة الفريق قبل ملاقاة الوصل الإماراتي في افتتاح بطولة الأندية العربية التي أقيمت في جدة أخيراً. وتسببت هذه الحادثة في خسارة الاتحاد للمباراة وسقوطه أمام جماهيره التي طالبت بمعاقبة بهجا وإصدار قرار تأديبي في حقه. إلا أن المهاجم المشاكس عاد الى فريقه من دون عقاب، فتسبب مرة آخرى بهزيمة فريقه أمام الشباب في نصف نهائي البطولة ذاتها بإهداره الفرص السهلة وعدم تعاونه مع زملائه في الفريق. وتصاعدت مرة أخرى المطالبات بإبعاده والتعاقد مع بديل منه، ووعدت إدارة النادي بالتحقيق معه ومعاقبته، ولكن بهجا عاد من جديد ليساهم فعلياً في سقوط فريقه أمام الهلال 1-3 بعدما أصر على الوقوف أمام المرمى الاتحادي أثناء تنفيذ احدى الكرات الثابتة خارج منطقة الجزاء، ما جعل لاعب الهلال يستغل عدم وقوعه في التسلل ويحرز هدفاً لفريقه. وادى هذا الهدف الذي تسبب فيه بهجا الى إثارة أنصار فريق الاتحاد الذين اتهموه بتسهيل مهمة اللاعب الهلالي وتمكينه من الوصول الى مرمى الاتحاد، في اشارة الى أن بهجا لم يعد يحظى بثقة الاتحاديين. وبرغم كل هذه الإنتقادات وجملة المشكلات التي صنعها بهجا لفريقه، لا يزال رئيس النادي يأمل في تهذيب نرجسية لاعبه "الفذ" وتقويم سلوكه في التعامل مع مدربه وزملائه اللاعبين. أزمة كبرى ويواجه الرئيس أزمة كبرى في اقناع بقية اللاعبين بالتعاون مع بهجا الذي أصبح لا يجد قبولاً منهم بسبب مشكلاته الدائمة وخلافاته المستمره معهم، وعانى كثيراً حتى استطاع أن ينهي الخلاف بين بهجا والهولندي روب فيتشغه الذي أعلن احتجاجه على تعامل اللاعب المغربي معه. وبرغم مهارة بهجا وإجادته تسجيل الأهداف، إلا أن مشكلاته كانت السمة الأبرز منذ وصوله الى الاتحاد في العام 1997. ففي الموسم الأول له مع الفريق، اشتبك بالأيدي مع زميله في الفريق خالد الشمراني، ثم أعقبها بمشاجرة أخرى مع المدافع محمد الصحفي بعد رفض الأخير تمرير الكرة اليه ! وحاول تأديب زميله من بيرو الفونسو، فاعتدى عليه بالضرب المبرح. وامتدت عضلاته لتلقي بمدافع النصر عدنان عبدالشكور الى غرفة العناية الفائقة أثر ضربه سددها الى حنجرته كادت تقتله. وتسبب مرة أخرى بإبعاد حارس الطائي فهد الدعيع شقيق حارس المنتخب السعودي محمد الدعيع من الملاعب فترة طويلة بعد اصابته في عموده الفقري ! وتعرض المهاجم المغربي لحالات طرد كثيرة وإنذارات فاق عددها ما حصل عليه مدافعو فريقه... وادعى الإصابة كثيراً... وساوم فريقه مرات... وسافر إلى بلاده دون إذن من ناديه... وتطول قائمة المشكلات التي صنعها بهجا، والتي جعلت كثيرين من أنصار فريقه يطالبون بابعاده وإنهاء معاناة الفريق معه. ويؤكد رئيس النادي الأسبق طلعت لامي أن بهجا كان يشترط مبالغ مالية قبل اللعب في المباريات الهامة، وأنه يقدم أفضل أداء بمجرد حصوله على المال. ويعترف لامي أن إدارة النادي كانت تعامله معاملة خاصة تختلف عن بقيه اللاعبين خوفاً من تصرفاته غير المسؤولة في المباريات المصيرية! وكان أحمد بهجا 26 عاماً انضم الى فريق الكوكب المراكشي العام 1990 قادماً من أحد الأحياء الفقيرة في مدينه مراكش المغربية. ثم التحق بصفوف منتخب بلاده العام 1993 بعدما استدعاه المدرب المغربي عبدالله بلنده للعب في تصفيات كأس العالم 1994. وساهم بهجا في وصول المغرب الى النهائيات، ولفت أنظار الأندية السعودية في النهائيات بعد ما جندل دفاع المنتخب السعودي في إحدى الكرات التي ساهمت في تسجيل محمد الشاوش هدف المغرب الوحيد في مباراته ضد السعودية في نهائيات كأس العالم في الولاياتالمتحدة العام 1994 التي كسبها السعوديون 2-1. الهلال وانتقل بهجا من المونديال الى نادي الهلال السعودي، وساهم معه في تحقيق بطولة كأس ولي العهد السعودي وبطولة الأندية العربية أبطال الدوري، إلا أن مشكلات بهجا وتبادله اللكمات مع زملائه في الفريق ومساوماته ادارة النادي قبل المباريات الهامة كانت أكبر من تحمل الهلال. فاستغنى عنه برغم أدائه المقنع، وعاد بهجا الى مراكش، ومن ثم الى صفوف فريق الاتحاد القطري. وأستطاع أن يقود هذا الفريق لتحقيق بطولة كأس أمير قطر في الموسم 1996... وأنتقل بعدها للعب في السعودية مرة أخرى مقابل 2.5 مليون ريال دفعها نادي الاتحاد نظير الاستفادة من خدماته لثلاثة مواسم. وكان انتقال بهجا إلى الاتحاد نقطة تحول كبرى في تاريخ اللاعب والنادي معاً. فقد حقق الاتحاد بفضل أهدافه جميع بطولات الموسم السعودي الثلاث محققاً انجازاً فريداً لم يسبقه اليه نادي سعودي آخر، ومحطماً جميع الأرقام القياسيه في عدد الأهداف والنقاط ومرات الفوز. وحقق اللاعب المغربي لقب هداف كأس الاتحاد السعودي برصيد 11 هدفاًَ، ولقب هداف الدوري السعودي برصيد 25 هدفاً محطماً الأرقام السابقة، والحذاء الذهبي كهداف للعرب برصيد 25 هدفاً كأول مغربي يحصل على هذه الجائزة. وكل ذلك لم يشفع له لدى مدرب منتخب المغرب، الفرنسي هنري ميشيل الذي استبعده من قائمة المنتخب المغربي المشارك في نهائيات كأس العالم الماضية في فرنسا عقاباً لسلوكه داخل المعسكر. ومن المتوقع أن تنتهي علاقة بهجا مع الاتحاد قريباً. ويقول أنه سينتقل الموسم المقبل للعب في ايطاليا، وأن عروضاً كثيرة تدفقت عليه من أندية الدرجة الأولى في الدوري الايطالي، منها عرض لنادي لاتسيو. ويؤكد مراقبون أن بإمكان لاعب بحجم بهجا أن يلعب في أوروبا، غير أن من الصعب عليه اثبات وجوده في ظل أنظمة الأحتراف الصارمة في الأندية الأوروبية واستمرار سلوكه السيئ في التعامل مع المدربين واللاعبين والحكام. ويقضي بهجا حالياً اجازة في بلاده لعشرة أيام، يرجح أن تنتهي بأزمة حادة بينه وبين ناديه. وتتوقع ادارة النادي أن يماطل في العودة الى الفريق كعادته، إلا أن حدوث مثل هذا الأمر سيدفع اكثر باتجاه بيع عقد اللاعب الى من يعرض أكثر. وهو ما تخطط له ادارة النادي حالياً، خصوصاً ان الأهلي السعودي، الجار اللدود للاتحاد، اعلن رغبته في شراء عقد بهجا، فيما أبدت أندية الأهلي والاتحاد القطريين والوصل الإماراتي رغبة جادة في ضم اللاعب المغربي. ويواجه مدرب الاتحاد ديمتري دافيدوفيتش معضلة كبرى في حال رحيل بهجا، اذ انه يعتمد كلياً على جهود هذا الاخير في وضع خطة لعب الفريق التي لاتعطي ثمارها الا بوجود لاعب بامكانات ومهارات المغربي.