قال الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني ان السودان طرح مبادرته للمصالحة بين سوريا ولبنان باعتباره الرئيس القادم للقمة العربية التي ستعقد في شهر مارس المقبل، وكان لابد من ان يبذل كل الجهود للمصالحة العربية في اطار تحرك عربي تشارك فيه الدول العربية خاصة مصر والمملكة والجزائر بصفتها الرئيس الحالي للقمة العربية بالاضافة إلى الجامعة العربية وان هذا التحرك يكمل الجهود المبذولة من جميع الاطراف المعنية. عبر اسماعيل عن أمله في أن تثمر هذه الجهود عن احتواء التوتر في العلاقات السورية اللبنانية ومعالجة مسألة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري بطريقة مهنية وأمنية وقضائية بدون استغلالها ضد سوريا. وعن الوضع في دارفور قال ان الاوضاع الامنية هناك تشير وفق تقارير الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي إلى تحسن ملموس وشدد على أهمية معالجة قضايا دارفور في الجانب السياسي الذي يتم حاليا في أبوجا مشيرا إلى أن الرئيس السوداني موجود حالياً في أبوجا والتقى اول من أمس الرئيس النيجيري أوبا سانجو بهدف القضاء على جمود المفاوضات حول ثلاثة ملفات مهمة وهي الملف السياسي المتعلق بمستقبل الاقليم وملف العودة الطبيعية للاجئين والنازحين والملف الثالث الخاص بالترتيبات الامنية ونزع سلاح الجماعات الاخرى.وبالنسبة لمشكلة اعتصام بعض اللاجئين السودانيين في القاهرة قال اسماعيل ان هناك تنسيقا بين الحكومتين المصرية والسودانية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين لفك هذا الاعتصام سلميا. كان اسماعيل سلم أمس رسالة خطية من الرئيس السوداني عمر البشير إلى الرئيس حسني مبارك تتعلق بالقمة الافريقية التي تعقد في الخرطوم الشهر المقبل، وقال ان اللقاء كان فرصة طيبة للاستماع إلى رؤى الرئيس مبارك حول الموضوعات المطروحة على جدول اعمال القمة الافريقية المقرر ان تعقد في الخرطوم الشهر المقبل، والتي تتزامن مع العيد الخمسين لاستقلال السودان ومرور عام على التوقيع على اتفاق السلام بين الشمال والجنوب. واشار إلى ان القمة تكتسب اهمية خاصة نظرا لكونها ستناقش عملية الاصلاح لمجلس الأمن الدولي وتوسيع عضويته ومسألة مقعد افريقيا في المجلس كما انها ستركز على موضوع الثقافة الافريقية وهناك مقترح بانشاء «افريكو» على غرار منظمة التربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» للاهتمام بثقافة القارة الافريقية. وقال اسماعيل ان القمة الافريقية ستناقش أيضا النزاعات في القارة سواء تلك التي في طريقها للحل أو التي نشأت حديثا مشيرا إلى أن هذه النزاعات ستكون من الموضوعات المهمة للغاية المطروحة على القمة الافريقية وان المشاركة الواسعة وموضوعات القمة والمناسبة التي تعقد خلالها تجعل هذه القمة في غاية الاهمية موضحا أن مصر بثقلها الافريقي ومشاركتها في القمة تشكل عنصرا أساسيا لنجاحها. وعن المشكلة على الحدود السودانية التشادية قال اسماعيل ان هذه المشكلة تتمثل في أن بعض أفراد من الجيش التشادي يلجأون إلى السودان ونحن نعاملهم كلاجئين بعد سحب أسلحتهم ولكن الحكومة التشادية تطالب السودان بضرورة التعامل معهم بشدة وتريد منا أن نقاتل هؤلاء.