تستعد هيئة سياحية مشتركة، تمثل القطاع السياحي في الأردن، لشن حملات ترويج سياحية تشمل البلاد العربية لا سيما منها الخليجية. وقال مدير عام "هيئة تنشيط السياحة" في الأردن السيد مروان خوري ل "الحياة" إن الهيئة "هي الأولى من نوعها في المنطقة لأنها تضم القطاعين العام والخاص وقد أوكلت اليها مهمة تسويق الأردن في أنحاء العالم كافة". واعتبر أن تكوين الهيئة يسمح لها بأن تتمتع بتحقيق شراكة مجدية بين القطاعين العام والخاص. وقال: "لدينا مجلس إدارة مؤلف من 13 شخصاً يرأسه وزير السياحة وهو عضو واحد بصوت واحد، وهناك ممثل آخر للحكومة وممثل ل "الملكية الأردنية" والبقية العشرة من القطاع الخاص يمثلون الفنادق ومكاتب السياحة والسفر المستوردة للسياحة وشركات النقل السياحي". وأضاف: "هذه هيئة ذات توجه يميل إلى مراعاة مصالح القطاع الخاص لأننا نحن من يقوم، آخر النهار، بالاستثمار ونحن أصحاب مصلحة مباشرة في إنجاح عملية تسويق الأردن والترويج له في الخارج". واعترف بأن بلورة الفكرة استغرقت وقتاً حتى تم إقرار الوضع القانوني لها "لأن الهيئة تعد الأولى من نوعها في الأردن في هذا الشكل". وأفاد أنها بدأت عملها في آذار مارس 1998 "وأصبحت الآن مسؤولة عن جميع الأنشطة الترويجية في الخارج من معارض وورش عمل وأسابيع ثقافية وحملات دعائية وغيرها". وقال إن "الخطوة الأولى التي تم الاتجاه اليها قامت على أساس أن لدينا منتجاً سياحياً متكاملاً. هناك بنية تحتية متوافرة وبنية فوقية حيوية تضم مطارات وفنادق ومنشآت سياحية قادرة أن ترفد صناعة السياحة والسفر بالكثير من متطلباتها. ولإيصال هذه المعلومات إلى الخارج وجدنا لزاماً علينا، وضمن ما يتناسب مع موازنتنا، أن نعهد إلى شركات متخصصة في التسويق والاعلام السياحي تنفيذ خطط الترويج التي نضعها في مختلف الأسواق المستهدفة". وأضاف: "أول ما بدأنا به كان المملكة المتحدة. وحرصنا في معرض سوق السفر العالمية 98، الذي أقيم في لندن مطلع الشهر الفائت، على المشاركة بقوة، إذ حضر 17 مشاركاً من القطاع الخاص وأقمنا لأول مرة في جناحنا في المعرض طابقاً ثانياً خصصناه لاستقبال مندوبي مكاتب السياحة وقمنا بعرض فيلم يشرح ما باتت تملكه الأردن من مقومات لصناعة سياحية متكاملة ومنتجات متنوعة قادرة على تلبية معظم الأذواق وأفسحنا لهم المجال لطرح الأسئلة وقدمنا المعلومات التي طلبوها". واعتبر أن مبادرات من هذا القبيل تعزز النشاط الترويجي والتسويقي الذي يقوم به المكتب السياحي في لندن والذي يتكفل منذ خمسة أشهر بتغطية سوق المملكة المتحدة. وأشار إلى أن هذه الفكرة ستنفذ أيضاً في كل من ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة. واعترف بضرورة بذل مزيد من الجهد الترويجي باتجاه البلدان العربية. وقال: "نحن مقصرون إلى الآن في الترويج للأردن ومنتجاته السياحية المتنوعة لا سيما في منطقة الخليج ، علماً أن الاحصاءات تشير إلى أن أكثر من 53 في المئة من القادمين إلى الأردن يأتون من دول الخليج . ولهذا السبب قررنا أن نعوض النقص الحاصل ونفتتح مكتباً ترويجياً في دبي تكون مهمته تغطية المنطقة برمتها". وأفاد أن الهدف سيكون زيادة المساحة المخصصة للتعريف بالأردن كوجهة سياحية تحفل بكل ما يلائم متطلبات السائح الخليجي. وأضاف: "في منطقة الخليج سنحاول القيام بالأمر نفسه الذي بدأناه في الأسواق الأوروبية والأميركية، أي مخاطبة الجمهور عبر وسائل الاعلام، ومخاطبة الجاليات الأجنبية الموجودة في هذه البلدان، وتثقيف المكاتب السياحية حول إمكانات صناعة السياحة في الأردن". وزاد: "بين الزوار الذين يردوننا هناك الكثيرون الذين يصعدون إلى سياراتهم قادمين من دول الخليج، من دون أي تخطيط مسبق لرحلاتهم يحمل أي تصور واضح لخط رحلتهم والمنتجعات والربوع التي يرغبون في الاقامة فيها والاستفادة من التسهيلات والمرافق التي تضمها. وقد وجدنا بعد الدراسة أن هناك فرصة لحمل هؤلاء الأشخاص على القدوم في مجموعات سياحية لمدة عشرة أيام أو أكثر إذا كانت لديهم أفكار مسبقة عما ينتظرهم. وقال إن "المكتب الذي سنعتمده في دبي سيكون على غرار مكاتبنا الأخرى التي افتتحناها في الخارج أي سيكون ضمن مؤسسة متخصصة في مجال التسويق والاعلام السياحي". وأضاف: "هذا هو توجهنا نحو العالم العربي. وسيكون مكتبنا في دبي تجربتنا الأولى من هذا القبيل في المنطقة العربية. وسنعد أيضاً قوافل وحملات ترويج سياحية وسنطلب من وزير السياحة الأردني السيد عقل بلتاجي أن يقود هذه الحملات التي ستضم في عدادها ممثلين عن الفنادق ومكاتب السياحة والسفر والفاعليات السياحية الأخرى كافة. وهذه ستتم ضمن أسابيع أردنية تنظم في دول الخليج والبلدان العربية لشرح ماهية التراث الأردني، وستكون حملات تثقيف تتضمن عرض أفلام وشرائح تصويرية، على أن نترك للجمهور والمتخصصين المجال لطرح الأسئلة وسنقوم بهذا العمل بطريقة محترفة". أما عن الحملات الأخرى في الخارج "فسنقوم بالأمر نفسه وسننظم معارض وورش عمل ونستقدم بين الفينة والفينة مجموعات تضم كل واحدة منها ستة إلى سبعة صحافيين لإطلاعهم على ثرواتنا السياحية ليعودوا ويكتبوا لجمهورهم عن المنتج السياحي الأردني. وكذلك سنقوم بدعوة مجموعات تضم في المتوسط 20 مندوباً من مكاتب السياحة والسفر للتعرف على المنتج السياحي الأردني على الطبيعة. وهذه الاجراءات تشكل مجتمعة مجرد بداية فقط"