قطعت مرحلة استجواب شهود الحق العام في دعوى اغتيال الرئيس رشيد كرامي المتهم فيها قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع وقائد قاعدة حالات الجوية العميد خليل مطر والرائد كيتل الحايك وآخرون شوطاً مهماً مع استماع المجلس العدلي امس برئاسة القاضي منير حنين وحضور النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم الى قائد طوافة "البوما 906" المقدم أنطوان بستاني التي استهدفها الانفجار. وأفاد بستاني انه يؤيد كل ما ورد في التحقيقات التي اجريت معه سابقاً وانه سبق له ان كلف بقيادة الطوافة نفسها لمهمات عدة. وقال رداً على اسئلة الرئاسة ان الرئيس كرامي غالباً ما كان يجلس على الكرسي نفسها التي حصل فيها الانفجار في كل الرحلات وان الوزير الراحل عبدالله الراسي الذي اصيب في الحادث وفي فترات معينة ووفقاً للوضع الامني كان يستفيد من استخدام كرامي للطوافة لينتقل معه فيها ويجلس الى يساره وان الطائرة انطلقت من قاعدة أدما الجوية. وأكد انه اجرى كشفاً روتينياً على الاماكن المهمة للطوافة قبل اقلاعها من الداخل والخارج والتي يمكن ان تسبب اعطالاً فيها. ثم شرح بستاني باسهاب كيف كان يجري الاتصالات اللاسلكية وفقاً للتعليمات التي يترتب على الطيار اجراءها مع برج المراقبة للقاعدة التي يتواجد فيها ومع غرفة العمليات الرئيسية في اليرزة وابلاغها باسمه لا برقمه كاشفاً ان جميع الطيارين في الجيش يعرفون رموز القاعدة الجوية ويمكنهم الاستماع للجهاز الذي أتكلم عليه وتحديد مكان تواجد الطوافة جواً وأرضاً. ويعرفها عادة الفنيون في سلاح الجو. بعد ذلك روى عملية الاتصال منذ انطلاق الطوافة نحو الثامنة والنصف من أدما في اتجاه طرابلس وحتى العودة لحظة بلحظة وقال "لما انتقلت الى موجة اليرزة سمعت طوافة اخرى تتكلم لاسلكياً وتتبادل المعلومات مع غرفة عملياتها محددة موقعها في منتصف الطريق بين بيروت وقبرص وهنا كان عليّ الانتظار وقبل ان يأتي دوري للتكلم شعرت بانفجار قوي جداً وبمفعول عصف قوي عطّل التيار الآلي وكنت جالساً على اليسار امام كرسي الرئيس كرامي ونتج عن ذلك ارتطام الكرسي بجدار الطوافة وهنا فقدت السيطرة عليها وكانت تتجه نحو البحر وحاولت وزميلي الطيار العقيد وليم مليّس معالجة الوضع للسيطرة عليها ووجهتها شرقاً. ثم سلمته قيادتها بعدما أدركت الخلل الفني وعالجته. وكانت الطوافة تقترب من الشاطىء فحاولت انزال العجلات للهبوط فيها فلم أفلح لخلل لحق بوسيلة الطوارىء فيما انقطعت الاتصالات كذلك لحصول عطل كهربائي ايضاً. وهنا نظرت الى الوزير الراسي وسألته عن الرئيس كرامي فأشار اليّ بانه توفي وجثته بجانبه عندها تسلّمت قيادة الطوافة مجدداً وتوجهت الى قاعدة حالات وبوصولي الى اول المدرج طلبت من زميلي تحضير نفسه لانزال الركاب واضطررت للهبوط في الطائرة على احدى جهاتها، حيث كان هناك ضباط عدة أوكلت اليهم حراستها وفيما كانت جثة الرئيس كرامي لا تزال فيها نقلني احدهم الى المستشفى". وبسؤال الرئاسة أفاد بستاني انه شاهد زورقاً في البحر أمام مقدمة الطوافة التي كانت على ارتفاع نحو 500 متر. وجزم بستاني من الناحية الفنية ان من وضع العبوة في مكانها داخل الطوافة لا بد وان تكون معرفته بها كمعرفتي انا اذ ان الفنيين الموجودين في القاعدة يعرفون بالطوافة أكثر مني كذلك وان من وضع العبوة لا بد ان يكون فنياً على طوافات "البوما" من القاعدة نفسها. ونفى الشاهد ان يكون دخل الى الطوافة في طرابلس احد وقال ان الركاب ال17 الذين دخلوا الى الطائرة بقوا فيها وان الحاجز بينه وبين كرامي عرضه 30 سنتيمتراً