بغداد، واشنطن - أ ف ب - جددت بغداد حملتها على الكويت واتهمتها بپ"عدم كشف مصير أي من العراقيين المفقودين" خلال حرب الخليج. جاء ذلك على لسان مسؤول في وزارة الخارجية العراقية اوردت تصريحه صحيفة "نبض الشباب" الاسبوعية العراقية التي اشارت الى ان "عدد المفقودين العراقيين بلغ 1150 من مدنيين وعسكريين فقدوا داخل مدينة الكويت او في ساحات العمليات والبعض منهم في الأراضي العراقية التي احتلتها قوات التحالف". وكانت بغداد تحدثت رسمياً عن 1037 عراقياً "فقدوا في الكويت". وطالب المجلس الوطني البرلمان العراقي في تموز يوليو الماضي جامعة الدول العربية بالتدخل "لكشف مصير العراقيين الذين فقدوا في الكويت" بعد انسحاب القوات العراقية منها في شباط فبراير 1991. ونفت الكويت وجود اسرى حرب عراقيين لديها، وكررت مطالبتها بكشف مصير حوالى 600 شخص تؤكد ان القوات العراقية اعتقلتهم اثناء احتلالها الأراضي الكويتية. واعترفت بغداد بأن قواتها نقلت معها بعد انسحابها من الكويت الى العراق عدداً من السجناء لكنها اكدت انها فقدت اثرهم بعد الانتفاضة في جنوبالعراق التي اعقبت الحرب. على صعيد آخر بثت شبكة "سي. ان. ان" التلفزيونية الاميركية ليل الأحد ان العراق حاول مطلع السنة الحصول من رومانيا على أنظمة لتوجيه الصواريخ منتهكاً تعهداته نزع اسلحته للدمار الشامل. وأكدت ان هذه الانظمة المتطورة يمكن ان تجهز صواريخ بالستية عراقية وتهدد دول المنطقة، بما فيها اسرائيل. وأضافت ان مسؤولين عراقيين متخصصين في برامج الصواريخ زاروا في ايار مايو الماضي بوخارست في محاولة لشراء هذه الانظمة من مسؤولين سابقين في شركة "رومانيان ايروسبيس". وزادت ان المفاوضات التي تابعتها عن كثب الاستخبارات الاميركية والرومانية والاسرائيلية، ما لبثت ان فشلت بعد اسبوع من النقاشات. واستندت "سي. ان. ان" في معلوماتها في شكل رئيسي الى شهادة سكوت ريتر، المفتش الاميركي السابق في اللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم. وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الرومانية بصورة غير مباشرة حصول لقاءات بوخارست. وقال ريتر لشركة "سي. ان. ان" ان "اجهزة الاستخبارات رفضت كشف هذه المعلومات، لذلك لم تتمكن اونسكوم من استخدامها ضد العراق". لكن السلطات الرومانية نفت امس ان يكون لديها أي علم بزيارة وفد عراقي لبوخارست في أيار بهدف شراء أنظمة لتوجيه الصواريخ. وأكدت وزارة الدفاع الرومانية التزامها القرارات الدولية وعدم انتهاك الحظر. وكان ريتر الضابط السابق في "المارينز" استقال من اللجنة في آب اغسطس متهماً الحكومة الاميركية بالتقاعس في جهود منع العراق من معاودة برامج التسلح. وأمس اشار مسؤول عراقي الى ان ندوة تضم عدداً من الخبراء والأطباء ستعقد غداً في بغداد لمناقشة التأثيرات البيئية والبشرية للأسلحة المحتوية على يورانيوم التي "استخدمتها" قوات غربية خلال حرب الخليج. وقال وكيل وزارة الصحة شوقي مرقص لوكالة الأنباء العراقية ان المناقشات ستركز على آثار استخدام ذخائر تحتوي اليورانيوم المخصب على البيئة والانسان. وأضاف ان دراسات اجرتها السلطات ميدانياً لاظهار العلاقة بين ارتفاع نسبة الاصابة بأمراض مثل سرطانات الدم واستخدام القذائف المحتوية على اليورانيوم. ومن المقرر ان يحضر نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الندوة التي تستمر يومين. وكانت الحكومة العراقية اثارت في ايار مايو مشكلة استخدام هذه القذائف بعدما اكدت ارتفاعاً ملحوظاً في اصابات السرطان والتشوهات الخلقية في جنوبالعراق الذي تعرض للقصف خلال الحرب. وطالبت بغدادلندنوواشنطن بتعويضات عن استخدامهما هذه القذائف. ورفضت الحكومة البريطانية الاتهامات العراقية مؤكدة ان القذائف من هذا النوع كانت قليلة جداً وأطلقت على مواقع بعيدة عن المناطق الآهلة بالسكان، وبالتالي لا يمكن ان تكون تسببت بأي مشكلة صحية. وأكدت بريطانيا ان "اقل من مئة" من هذه القذائف استخدم واطلق على "مسافات بعيدة من المناطق السكانية في جنوبالعراق مثل البصرة والزبير وأم قصر".