واصلت الصحف البريطانية أمس الاثنين اهتمامها بقضية الرئيس التشيلي السابق الجنرال اوغوستو بينوشيه المعتقل في لندن بعد مطالبة اسبانيا بتسلمه لمحاكمته بجرائم ارتكبت في عهده. وفي وقت اشارت صحيفة "ذي غارديان" الى ان الديبلوماسية الاميركية "تدخلت بهدوء" لدى البريطانيين للسماح لبينوشيه بالعودة الى بلاده، نقلت صحيفة "ذي ميرور" عن أقارب للرئيس التشيلي السابق انه غير متفائل بإمكان السماح له بالعودة الى ببلاده وانه "يفضل الموت على تسليمه الى اسبانيا". وفي الوقت نفسه، نشرت صحيفة "ذي اندبيندنت" ان حوالى 120 نائباً من حزب العمال الحاكم، طلبوا من وزير الداخلية جاك سترو الموافقة على تسليم بينوشيه الى اسبانيا. ومعلوم ان أمام سترو مهلة حتى الحادي عشر من الشهر المقبل لتقرير مصير الطلب الاسباني خصوصاً بعدما حرم القضاء البريطاني بينوشيه من الحصانة كرئيس دولة سابق. التدخل الاميركي وقالت "ذي غارديان" ان الولاياتالمتحدة زادت من تعقيد المشكلة التي تواجه بريطانيا في شأن بينوشيه بحضها لندن بهدوء على السماح له بالعودة الى بلاده. وأضافت ان واشنطن تشعر بقلق ان يؤدي تسليمه الى اسبانيا الى زعزعة الديموقراطية في تشيلي. ونقلت الصحيفة من مصادرها ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت أثارت هذا الموضوع مرتين خلال الاسبوعين الماضيين مع نظيرها البريطاني روبن كوك. وقالت مصادر الشرطة البريطانية ان بينوشيه قد ينقل هذا الاسبوع الى فندق قريب من مطار "هيثرو" ومنه الى بلدة وينتوورث في مقاطعة ساري في ضواحي العاصمة. ونقلت "ذي ميرور" عن أقارب بينوشيه انه مكتئب جداً بسبب القضية ويفضل "الانتحار" على ارساله الى اسبانيا لمحاكمته. وأوضحت ان بينوشيه البالغ من العمر 83 عاماً والذي يرقد تحت حراسة الشرطة في مستشفى بريطاني "غير متفائل إزاء موقف الحكومة البريطانية وطلب اسبانيا تسليمه اليها". وقال رافائيل بينوشيه سافيدرا 52 عاماً ابن شقيقة بينوشيه ان الأخير "يفضل قتل نفسه أو ان يقتله حراسه على مواجهة الذل والمهانة بإرساله للمحاكمة في اسبانيا". واعتقل بينوشيه في لندن في 16 تشرين الأول اكتوبر الماضي بعد طلب قاضيين اسبانيين بتسليمه الى اسبانيا لمحاكمته. وافرجت بريطانيا عنه بكفالة في 17 الجاري شرط ان يبقى تحت رقابة الشرطة وهو الآن موجود في مستشفى شمال لندن حيث يتماثل للشفاء من جراحه.