أعلن نيوت غينغريتش رئىس مجلس النواب الأميركي، اثر تمرد عدد من النواب الجمهوريين بعد النتائج المخيبة للانتخابات الاشتراعية النصفية، انه لن يرشح نفسه مجدداً لرئاسة المجلس وبالتالي لن يتولى رئاسة الغالبية الجمهورية في المجلس اعتباراً من كانون الثاني يناير المقبل. ورغم ان افول نجم هذا الزعيم الجمهوري المحافظ المتشدد لقي الارتياح حتماً لدى الرئىس بيل كلينتون، اذ كان أشرس خصومه السياسيين والقوة المحركة وراء قرار الحزب الجمهوري السعي إلى إقالته بسبب فضيحة لوينسكي، فقد وصف غينغريتش بأنه "خصم كفي". وقال غينغريتش ليل اول من امس، بعد ثلاثة ايام من انتخابات الكونغرس: "اتخذت اليوم قراراً شخصياً صعباً. فلن ارشح نفسي لمنصب رئاسة الكونغرس في دورته ال 106". واضاف ان الجمهوريين في الكونغرس "بحاجة الى التوحد"، مشيراً الى انه سيعمل جاهداً لدعم الحزب وسيلعب دوراً مهماً في التحضير للانتخابات الاشتراعية والرئاسية عام 2000. واكد الناطق باسمه اندرو وينشتاين ان غينغريتش 55 عاماً "لم يتخذ بعد قراراً نهائياً لكن من غير المرجح ان يشغل منصبه" في مجلس النواب. واعيد انتخاب غينغريتش الثلثاء الماضي بغالبية كبيرة كممثل لولاية جورجيا، ولكن من المحتمل ان يترك الكونغرس في نهاية السنة قبل بدء الدورة البرلمانية الجديدة في كانون الثاني يناير المقبل، بحسب تصريح ادلى به للتلفزيون النائب الجمهوري بوب بار. وجاء قرار غينغريتش بعدما وجّه اليه زعماء جمهوريون في مجلس النواب، من ابرزهم صديقه القريب بوب ليفينغستون رئىس لجنة التخصيصات المالية في المجلس، انتقادات صريحة معبّرين عن نيتهم تحدي زعامته. لكن الجمهوريين من شتى الميول سارعوا الى كيل المديح له بعد اعلان قراره الاستقالة وتنحيه "لمصلحة الحزب"، واعتبروه زعيماً "ثورياً" قاد الحزب الى فوز انتخابي ساحق في 1994 مكّنه من السيطرة على الكونغرس للمرة الاولى منذ اكثر من 40 عاماً بفضل "الثورة المحافظة" التي اطلقها. ويُعتقد ان غينغريتش كان سيحصل على ما يكفي من الاصوات من اعضاء حزبه للاحتفاظ بموقعه لو كان مستعداً لخوض مواجهة شرسة، لكنه فضّل الاّ يرشّح نفسه مجدداً لهذا المنصب. وكان اعلن في وقت سابق نيته الدفاع بأي ثمن عن موقعه على رأس الغالبية الجمهورية، ووصف بعض الجمهوريين الذين عارضوا زعامته ب "آكلي لحوم البشر".