مخطوط رديء الشكل ورثّ الهيئة عُثر عليه مؤخراً، يمكن ان يؤدي الى توسيع المعرفة بتفكير أرخميدس - نابغة الرياضيات الأعظم للعالم القديم. في القرن العاشر نُسخ في الكتاب هذا 174 صفحة بعض ما كان لا يزال متوافراً ومقروءاً من كتابات أرخميدس، المتوفي في 212 ق. م. على يد جندي روماني. والآن تُعتبر هذه النسخة، التي تحتفظ بها مؤسسة كريستي للمزادات في نيويورك، اقدم الاعمال الحية للعالِم الكبير وربما اكثرها صدقية. ومع ان كريستي تتهيأ لعرض الكتاب في المزاد، متوقعة ان يأتي بمليون دولار، فأمره لم يخل من اشكالات. ذاك ان بطريرك الروم الارثوذكس في القدس زعم ان المخطوطة سُرقت في عشرينات هذا القرن من كنيسته وان ملكيتها، بالتالي، تعود اليها. وقد أيد كلامَ البطريرك تصريح لوزير الثقافة اليوناني ايفانجيلوس فينيزيلوس، لكن المحكمة الأميركية لم تأخذ به، مُجيزةً المضي في المزاد لمصلحة عائلة فرنسية امتلكت الكتاب طوال 75 عاماً. الجدير ذكره ان ارخميدس، وهو يوناني قضى معظم عمره في مدينة سيراكوز بصقلية الايطالية، هو من ارتبط اسمه اساساً بالرياضيات التي استبقت اختراع حساب التفاضُل او "الكلكولوس". لكنْ أيضاً باكتشافه فيزياء الطفْو والعوم. وكمخترع ومهندس عظيم تحصلت له سمعة بين خصومه الرومان مفادها انه ساحر يستطيع تدمير سفن الاعداء بأجهزته لضخ الماء وقدرته على رفع أوزان ثقيلة جداً! والحال، وبحسب الكتّاب الرومان الذين أرّخوا حياته، ان ارخميدس كان من الرعايا المتحمسين لهييرو الثاني، حاكم سيراكوز، وانه فعلاً صرف شطراً من جهوده على تصميم وبناء أسلحة للدفاع عن المدينة. ومع هذا فهو كان، على ما يبدو، يكنّ نظرة احتقار الى صنيعه هذا الذي اعتبره متدنياً بالقياس الى معادلاته الرياضية والفيزيائية. والتاريخ فكّر كما فكّر ارخميدس، اذ احتفظ بالمعادلات ولم يترك كبير مكان لتصاميم الأسلحة