عبرت مصادر تركية رسمية عن ارتياحها للتفسيرات التي قدمها رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني بشأن مضمون "اتفاق واشنطن"، الذي أرسى اساس المصالحة بين حزبه والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، ولا سيما بعد غضب انقرة مما وصف بأنه "تهميش" لتركيا من قبل واشنطن ولندن اللتين لعبتا دوراً اساسياً في الوصول الى تفاهم بين الحزبين المتحاربين. كما تتحفظ انقرة على عدد من عناصر "اتفاق واشنطن"، ولا سيما ما يتصل بالعمل بالفيديرالية كمبدأ للادارة السياسية في العراق، واجراء انتخابات عامة في المناطق التي تخضع لسيطرة الأحزاب الكردية منذ اقامة منطقة الحماية الدولية قبل نحو خمس سنوات. وقال هوشيار زيباري مسؤول العلاقات الدولية في الحزب الديموقراطي ل "الحياة" ان "الجانب التركي اكثر تفهماً الآن للنقاط التي كانت موضع اعتراض رسمي ولا سيما الفيديرالية كمبدأ لحل المشكلة الكردية واجراء انتخابات في المناطق التي هي تحت سيطرة الاحزاب الكردية منذ خمس سنوات". وابلغ بارزاني المسؤولين الاتراك، ولا سيما بولند أجاويد، اكثر المشككين بالاتفاق ان الفيديرالية "خيار سياسي يفضله الاكراد العراقيون لكن تنفيذه لن يحدث من جانب واحد، وهو سيجري في ظل عراق ديموقراطي وبما يتناسب مع التطورات السياسية اللاحقة". ويمهد التطور الاخير الطريق امام المحادثات التي ستتم في انقرة غداً السبت بين الحكومة التركية من جهة وكل من بارزاني وطالباني من جهة ثانية. ويتوقع ان تسفر هذه المحادثات عن تطبيع علاقات طالباني مع الجانب التركي بعد فترة من التوتر الشديد بسبب اتهامات تركية له بمساعدة وايواء انصار حزب العمال الكردستاني التركي الذي يحارب الحكومة. ومن الجدير بالذكر ان احد نصوص اتفاق واشنطن يشير الى التزام الطرفين الكرديين منع دخول اعضاء حزب العمال الى المناطق الكردية العراقية. من ناحية أخرى، تبددت الآمال الغربية في عقد اجتماع خماسي يضم الى الحزبين الكرديين ممثلين عن كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وتركيا خلال وجود الزعيمين الكرديين في العاصمة التركية. وقالت مصادر سياسية ل "الحياة" ان الاجتماع الخماسي "تأجل عقده الى إشعار آخر بسبب طرح تركيا فكرة اصدار بيان سياسي مشترك باسم المجتمعين، بل سلّمت للاطراف المعنية بالاجتماع مسودة مقترحة للبيان، الا ان العواصم الغربية تبدو اكثر حماسة لمناقشة القضايا العملية والتطبيقية لاتفاق واشنطن قبل التوجه الى اعلان سياسي آخر". لكن المصادر ذكرت ان زيارة وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين لتركيا والتي يبدأها اليوم الجمعة، يمكن ان تساهم في دفع المحادثات الجارية وزيادة درجة التنسيق بين الاطراف المعنية بالملف.