ارجأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس، للمرة الثالثة خلال يومين، اجتماعا كان مقررا للتصويت على "مذكرة واي ريفر"، ورهن عقد الاجتماع بالحصول على تعهد خطي قال مسؤولون اسرائيليون انه يتعلق بالجدول الزمني لاعتقال 30 فلسطينيا تعتبرهم الدولة العبرية مطلوبين. وبدأت واشنطن امس بالوساطة بين الجانبين، فيما اعرب مسؤولون اميركيون عن غضبهم لبطء نتانياهو في تنفيذ الاتفاق، واشادوا بالرئيس ياسر عرفات وما يبديه من "صبر لا يكاد يصدق". وبدا امس ان الازمة في طريقها الى التسوية، فبعد ان اعلن عرفات في مؤتمر صحافي في مدريد مع رئيس الحكومة الاسبانية خوسي ماريا اثنار ان السلطة الفلسطينية اوقفت 12 مطلوبا من اصل الثلاثين وتعهد بملاحقة البقية، توقع الامين العام للحكومة الاسرائيلية داني نافيه مساء امس احراز "بعض التقدم في غضون الساعات المقبلة"، لافتا الى وجود "مؤشرات الى امكان علاج" هذه الازمة. كذلك اصدر مكتب نتانياهو بيانا صحافيا رحب بتصريحات عرفات، وجاء فيه: "هذا ما نطلبه تماما: تنفيذ صارم لكل رسالة وردت في الاتفاق من قبل الجانبين". وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات اتهم نتانياهو امس باتباع خطة "تقوم على تدمير الجدول الزمني للاتفاق باعتباره الامر الجوهري فيه"، مشيرا الى ان "تدمير الجدول الزمني يعني تدمير الاتفاق". واشار الى ان "العقبات التي يخترعها نتانياهو لا تقتصر على مسألة الاعتقال بل تعدتها لتشمل قضايا اخرى "مثل المعتقلين والمطار والميناء والممر الآمن والشؤون الاقتصادية". ودعا مسؤولون فلسطينيون واشنطن الى التدخل والضغط على نتانياهو لالتزام ما وقع عليه. وانتقدوا تصريحات الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبين التي طالب فيها الفلسطينيين ببعض الايضاحات في شأن الخطة الامنية، وقالوا ان هذه التصريحات "تتعارض مع ما كانت الادارة الاميركية اعلنته قبل يوم واحد من ان الفلسطينيين اوفوا بالتزاماتهم وان الخطة الامنية تتوافق مع ما اتفق عليه". وفي واشنطن، عبر مسؤولون اميركيون عن اغتياظهم لبطء تنفيذ نتانياهو اتفاق واي ريفر، واثنوا في الوقت نفسه على ما يبديه عرفات من "صبر لا يكاد يصدق" في التعامل مع ما يبدو انه محاولة لپ"إهانة" الفلسطينيين. وشكا مسؤول اميركي من ان "بعض ما يقوم به بيبي نتانياهو لا يتفق وروح اتفاق واي ريفر".