نفد عشرات الطلاب من حملة الشهادات الجامعية العليا امس اعتصاماً أمام مقر البرلمان المغربي في الرباط، رددوا خلاله شعارات تطالب حكومة رئيس الوزراء عبدالرحمن اليوسفي بتسوية مطالبهم وايجاد مناصب عمل لهم. وتعتبر هذه الوقفة الاحتجاجية الأولى للطلاب العاطلين عن العمل أمام البرلمان المغربي بعد تلك التي خاضها الشهر الماضي مئات الدكاترة والمهندسين العاطلين عن العمل الذين اعتصموا أمام مبنى البرلمان لمدة زادت على شهرين. وانتهى ذلك الاعتصام بتدخل العاهل المغربي الملك الحسن الثاني والتزام الحكومة بدمجهم ضمن القطاع العام. وقال مصدر طالبي ل "الحياة" ان "الوقفة الاحتجاجية أمام مبنى البرلمان المغربي أمس ستستمر 48 ساعة". وزاد انها تأتي بعد عدم بروز أي مؤشرات في اتجاه ايجاد حلول لمشكلة البطالة التي تعاني منها "المجموعة السادسة للدكاترة والمهندسين". وأوضح ان الطلاب المعتصمين خاضوا اعتصاماً مفتوحاً منذ حزيران يونيو الماضي أمام مقر وزارة العمل "من دون جدوى". وأضاف: "سنواصل معركتنا لانتزاع حقنا في العمل". ولوحظ ان فرق الأمن المغربية كانت تطوق مكان الاعتصام، لكنها لم تتدخل، والتزمت موقف المراقب. وكان شارع محمد الخامس وسط الرباط حيث يوجد مبنى البرلمان المغربي، تحوّل في 26 تشرين الأول اكتوبر الماضي الى ساحة مواجهة بين قوات الأمن وحاملي الشهادات الجامعية العليا العاطلين عن العمل الذين قدموا من مختلف المناطق المغربية لتنظيم تظاهرة للاحتجاج على عدم ايجاد الحكومة مناصب عمل لهم، مما أسفر عن اصابة عشرات الطلاب بجروح متفاوتة الخطورة، واعتقال آخرين. وكان وزير العمل المغربي خالد عليوة أعرب عن أسفه للمنعطف الذي آلت اليه الأحداث وانقطاع الحوار مع حملة الشهادات العاطلين عن العمل. وزاد ان الحكومة "لا تتحمل في هذا الشأن أي مسؤولية". وجدد الوزير المغربي اقتراحه الى الطلاب العاطلين عن العمل تشكيل "تعاضديات للعمل الذاتي". وقال ان هذه الخطة التي وافقت عليها الحكومة تدخل ضمن منهجية لتمويل البحث عن العمل وتحسين فرص دمج الحاصلين على الشهادات الجامعية العليا. وكانت الحكومة اعلنت رصد 50 مليون درهم لتنفيذ خطة انشاء جمعيات للعمل الذاتي لاستيعاب حملة الشهادات العاطلين عن العمل.