عبّر مسؤول حزبي مغربي عن أسفه لموقف السلطات من التظاهرة التي نظمها مئات الشباب العاطلين عن العمل في نهاية الاسبوع الماضي. وقال عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال أمام الدورة الثانية للمجلس الوطني للحزب أول من أمس في الرباط: "اننا نأسف لمنع السلطة أفواج العاطلين عن العمل من القيام بمسيرة سلمية لتذكير الرأي العام بالمأساة التي يعيشونها والتشبت بحقهم الدستوري في العمل". وأكد الفاسي رفض حزب الاستقلال الذي يشارك في الحكومة بست حقائب، "مواجهة المتظاهرين بالضرب والاعتقال"، في اشارة الى اعمال عنف وقعت الاثنين الماضي بين قوات الأمن المغربية ومئات من حملة الشهادات الجامعية العاطلين عن العمل، قدموا الى الرباط من أنحاء عدة في البلاد، لتنظيم تظاهرة احتجاجاً على عدم ايجاد فرص عمل لهم. وأسفرت التظاهرة عن وقوع بعض الجرحى واعتقال آخرين افرج عنهم لاحقاً. وكان الطلاب أصروا على تنظيم التظاهرة في شارع رئيسي في العاصمة الرباط أمام مقر البرلمان، على رغم رفض السلطات الترخيص لها. واعتبرت تلك الأحداث أول مواجهة بين قوات الأمن والمتظاهرين الشباب منذ تولي عبدالرحمن اليوسفي مسؤولية الحكومة الجديدة في آذار مارس الماضي. واعتبر الأمين العام لحزب الاستقلال ان مشاركة حزبه في الحكومة التي يرأسها اليوسفي "جاءت للمساهمة في اخراج البلاد من أزمتها الخانقة والقيام باصلاحات". بيد أنه أكد ان الحكومة تواجه مشاكل وحاجات كبيرة تطاول التعليم وتعميم التدريس والبطالة والملف الاجتماعي والمديونية الخارجية. وأشار ان هذه المشاكل لا يمكن التغلب عليها بسرعة. ودعا الحكومة الى العمل "بوتيرة أسرع" بما أظهرته حتى الآن منذ تسلمها السلطة في اذار الماضي. وقال انه يلاحظ "بطء وتيرة العمل الحكومي في حين تقتضي الأوضاع السرعة". وزاد ان المغاربة ينتظرون أشياء ملموسة، و"نأمل من الحكومة ان توجه اشارات قوية لضمان استمرار الثقة والأمل والتجاوب لانجاح تجربة التناوب". وأكد الفاسي ان هناك اصلاحات لا تتطلب اعتمادات مالية، في اشارة الى ترشيد الانفاق العام، وخفض المصاريف العامة. وطالب بتخصيص الامتيازات الممنوحة لبعض المسؤولين في الادارات المغربية لتوفير مناصب عمل لحملة الشهادات الجامعية العاطلين عن العمل. ودعا الحكومة الى وضع استرايتجية لمحاربة البطالة وتعبئة جميع الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين لوقف نزيف الموت الذي يتعرض له الشباب المغربي في محاولته عبور البحر نحو أوروبا عبر "قوارب الموت". وطالب بتعزيز آليات التضامن والرعاية الاجتماعية، واصلاح التعليم وربطه بسوق العمل وحاجاته. كذلك أكد الفاسي ضرورة تأهيل المقاولات والاقتصاد المغربي لمواجهة التحديات المقبلة. وقال ان هذا الأمر يكتسي طابعاً عاجلاً نظراً الى اقتراب الموعد المحدد لاحداث منطقة التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي المقرر سنة 2010. ودعا حكومة اليوسفي الى الدخول في مفاوضات جديدة مع الاتحاد الأوروبي لمعاودة النظر في الآجال المحددة والشروط الموضوعة بغية الإعداد الجيد لتأهيل البلاد لمواجهة تطورات العولمة. الى ذلك، قال وزير العمل خالد عليوة ان وزارته خصصت 50 مليون درهم لتمويل جمعيات تؤمن فرص عمل ذاتي للمشتركين فيها، وان وتيرة العمل تتراوح حالياً ما بين 2000 و2500 منصب عمل في الشهر. وأشار الوزير المغربي الى ان الحكومة تجري مفاوضات مع النقابة المغربية للصحة بهدف الوصول الى "حلول مرضية حول القضايا العالقة المرتبطة بتعويضات عن المخاطر لمصلحة العاملين في قطاع الصحة" المقدر عددهم ب 43 ألف عامل. وكانت النقابة المغربية للصحة دعت الى اضراب عام للاحتجاج على عدم تسوية الملفات المطروحة.