عرض مهرجان القاهرة الفيلم الأول من بين فيلمين مصريين مشتركين في المسابقة الرسمية وهو "كونشرتو درب السعادة" - الفيلم الأول لمخرجته اسماء البكري منذ أن قدمت فيلمها الممتاز "شحاذون ونبلاء" قبل نحو ستة أعوام. وفي صالة نصف مليئة تم تقديم الفيلم ووقفت بطلته الممثلة نجلاء فتحي لتتوقع لنفسها جائزة أفضل ممثلة ولشريكها في البطولة، الممثل صلاح السعدني، جائزة أفضل ممثل. وتبعها في الحديث كاتب السيناريو حسام زكريا الذي صرح بأنه كتب هذا السيناريو في العام 1972، وإن تأخر انتاجه كل هذه السنوات لأسباب لم يفصح عنها. ولم تكن المخرجة أسماء البكري موجودة لكن من أعجب بفيلمها السابق توقع ان يتجاوزه فيلمها الجديد مستوى. لكن الفيلم جاء خيبة كبيرة لمعظم الحضور: دراما عاطفية تختلط فيها المشاهد دون تمييز أو أسلوب سرد فعال، لتتحدث عن رجل يعمل موظفاً في دار الأوبرا متزوج وبلا أولاد ويعيش مع زوجته في غرفة متواضعة. في أحد الأيام تصل من أوروبا عازفة كمان مصرية نجلاء فتحي هاجرت منذ 18 سنة، فيكلف الرجل، واسمه عزوز السعدني بمرافقتها فيقع في حبها من النظرة الأولى ويقع كذلك في حب الموسيقى الكلاسيكية التي تعزفها ويتشرب من حديثها اليه وزياراتها السياحية ثقافة مختلفة لم يكن يعرفها سابقاً. وينتقل الفيلم بين مشاهد له وهو يرقبها او يستمع الى موسيقاها، وبين حالته في البيت اذ هجر معاشرة زوجته سلوى خطاب التي لا تفهم ما حدث لزوجها ولا كيف تسترجعه ما يفرض عليها التوجه الى الأضرحة للدعاء في الوقت الذي يمتد فيه تغير الزوج اللامنطقي الى البيئة التي تربى فيها فيحاول إجبار زبائن المقهى الذي يسهر فيه للاستماع الى الموسيقى الكلاسيكية بديل الاغاني الشعبية الدارجة. السيناريو مكتوب بلا تعمق والمخرجة تنفذه كما هو وتتيح للكاميرا ان تسبح في الأجواء لدقائق ثمينة كلما صدحت الموسيقى. الحوار غير مقنع وفيه اسئلة من نوع "كيف تم بناء الهرم؟" وأجوبة من نوع "الفن عبارة عن تركيز". يبقى الأمل في الفيلم المصري الثاني "اختفاء جعفر المصري" الذي اخرجه عادل الأعصر، ويتقاسم بطولته نور الشريف وحسين فهمي ورغدة. والمتسرب منه أنه فيلم أفضل مستوى من أفلام المخرجة السابقة وقد يكون مفاجأة السينما المصرية هذا العام. البعض هنا يسعى لإنجاز العمل في فيلم "ظل الشهيد" وهو الفيلم الأول لإيهاب راضي الذي يتناول موضوع التطبيع من باب المعارضة. واذا ما انتهى الفيلم من عمليات ما بعد التصوير، فإنه سيكون جاهزاً للعرض في بانوراما السينما المصرية التي تقام في الأسبوع المقبل. في هذه الاثناء، المخرج التركي إرسن برتان ليس راضياً عن عرض فيلمه المتسابق "حب تحت الحصار" لأن بكرات الفيلم عرضت مختلطة "الثالث في الأول والثاني في النهاية والأول أخيراً وهكذا، ما أضر بتتابع الفيلم، فخرج الجمهور غير مدرك تسلسل الأحداث. تدخلت إدارة المهرجان ووعدت المخرج بتخصيص عرض آخر. بعد ذلك ظهر برتان في المؤتمر الصحافي الذي خصص لفيلمه وشرح الأحداث بنفسه ليفاجأ، كما قال، بالجمهور يسأله لا عن فيلمه "حب تحت الحصار"، بل عن الفيلم الأميركي "الحصار" الذي سمع عنه أنه مسيء للعرب، فزاد الطين بلة.