أحدث فريق الوصل الإماراتي مفاجأة من العيار الثقيل في افتتاح مباريات البطولة العربية الرابعة عشرة للأندية أبطال الدوري، بفوزه على فريق الإتحاد السعودي صاحب الضيافة 1-صفر ضمن المجموعة الاولى. وأسقط في يد مدرب الإتحاد البلجيكي ديمتري دافيدوفيتش وهو يرى فريقه المرشح للبطولة يخسر مباراته الأولى من دون أن يقدم مستوى يذكر. وفي المقابل نجح مدرب الوصل البرازيلي بوركيبيو في الحد من حماس الفريق المضيف وقاد فريقه الى فوزٍ ثمين وضعه على مشارف الدور نصف النهائي. وخيب لاعبو الإتحاد بنجومهم ومغموريهم أمل جماهيرهم العريضة التي حضرت لمساندتهم. وشهدت المباراة سيطرة اتحادية لم تشكل خطورة حقيقية على مرمى الوصل قابلها توازن وهدوء للاعبي الفريق الضيف الذين نجحوا في امتصاص الضغط الإتحادي بأعصاب هادئة. وكان الوصل البادئ بالهجوم، وسنحت لمهاجمه البوركيني كاسوم فرصة التسجيل في الدقيقة الثالثة الا إنه تسرع ووضع الكرة خارج المرمى الإتحادي. وبرغم هذا التحذير الوصلاوي الشديد اللهجة، الا ان لاعبي الإتحاد لم يدركوا خطورته فأخذوا يتناقلون الكرة بتثاقل وعدم جدية. وعند الدقيقة 11، نفذ لاعبو الوصل تهديدهم فلعب كاسوم كرة رأسية قوية داخل الشباك الإتحادية معلناً تسجيل هدف المباراة الوحيد إثر خطأ في التغطية من المدافعين الإتحاديين وخلفهم الحارس حسن خليفة. وانتفض الاتحاديون بحثاً عن معادل النتيجة، ولعب خميس الزهراني عدداً من الكرات البينية الى رأسي الحربة حمزة ادريس وجبرتي الشمراني الا انهما عجزا عن التسجيل. وفي ظل الضغط الإتحادي المتواصل تراجع لاعبو الوسط الوصلاوي كلياً الى الدفاع عن مرماهم الأمر الذي لم يجد معه لاعبو الإتحاد منفذاً الى مرمى الوصل، وصعّب من هذه المهمة تهالك مستوى لاعبي خط وسط الإتحاد وبالذات الشاب خالد الشمراني الذي ظهر للمرة الأولى بالقميص الرقم 10. ولم يكن الشمراني في قمة حضوره، إذ بدا وكأنه يتنزه على العشب الأخضر !! وأكد ذلك عندم تحصل على كرة إنفرادية امام مرمى الوصل أهدرها بطريقة استفزت زميله في الفريق حمزة ادريس والجماهير الإتحادية. ومع بداية الشوط الثاني استعان مدرب الإتحاد ديمتري بخدمات الهولندي فيتشغه علي هادي بينما ابقى مدرب الوصل بوركيبيو الوضع على ماهو عليه مكتفياً بالدفاع الحصين ومشاكسات كاسوم وناصر عمر شقيق زهير بخيت، واستمر الإتحاديون في رحلة البحث عن هدف التعادل على أقل تقدير. الا ان ناصر عمر ومنذر علي لاعبي الوصل كانا على اتصال مباشر بالمهاجم كاسوم الذي كاد ان يضاعف النتيجة للوصل لولا سوء حظه. ونجح فيتشغه في زيادة فاعلية الوسط الإتحادي، الا ان ذلك لم يكن بتلك القوة التي تستلزم فك التحصينات الدفاعية للوصل، وكاد علي هادي ان يسجل هدف التعادل الا ان العارضة تصدت لمحاولته الجريئة 75،الى أن اعلن حكم المباراة المغربي سعيد بلقولة صافرة النهاية. ديمتري طرد بهجا وطرد مدرب الإتحاد البلجيكي ديمتري دافيدوفيتش مهاجمه المغربي أحمد بهجا من غرفة الملابس قبل بدء المباراة الإفتتاحية امام الوصل بدقائق إثر نشوب مشادة كلامية بينهما. وذكرت مصادر موثوقة ل "الحياة" ان سبب الخلاف يعود الى اعتراض بهجا على مكافأة الفوز بكأس الإتحاد السعودي لكرة القدم الاسبوع الماضي، إذ قدمت الإدارة الإتحادية مبلغ 30 الف ريال نحو 8 آلاف دولار لبهجا الا انه اعترض على ضآلة المبلغ واستغل البطولة العربية ليعرب عن عدم رضاه. وقال ديمتري عقب المباراة: "فضلت ان ألعب اللقاء من دون بهجا لإنه سيء السلوك ومستهتر... لم نخسر بسبب عدم وجوده حيث سبق أن فزنا في مباريات كثيرة من دونه. لقد سجل أربعة أهداف هذا الموسم نصفها من ركلات جزاء ، بينما سجل حمزة ادريس ستة أهداف وخميس الزهراني خمسة". من جهته، قال احمد بهجا معلقاً على طرده: "ما حدث كان مجرد سوء تفاهم بيني وبينه"!! توقعات بوركيبيو وأظهر مدرب فريق الوصل البرازيلي بوركيبيو سعادة غامرة بعد فوز فريقه على فريق الإتحاد وعانق لاعبيه واحداً تلو الآخر وقال: "قدمنا عرضاً كبيراً وبحثنا عن الفوز ورفضنا التنازل عنه فاستحقينا الثلاث نقاط"... وبرغم نشوته بالفوز الا انه رفض ان يرشح فريقه للفوز بالبطولة واكتفى بترشيحه لتجاوز الدور الأول. التحدي أحرج الوحدات وضمن المجموعة الأولى ايضاً، انتزع الوحدات الأردني تعادلاً مثيراً 2-2 من التحدي الليبي الذي كان اسماً على مسمى بعدما بقي متقدماً حتى الدقائق من الوقت بدل الضائع علماً بأن الحكم البحريني سلطان مجلي طرد اثنين من لاعبيه. واستهل الوحدات التسجيل في الدقيقة 26بواسطة لاعبه علي جمعة إثر سيطرة ميدانية ساعدته على الخروج متقدماً في الشوط الأول. وأدرك لاعبو التحدي التعادل في الشوط الثاني بعد ان طمع لاعبو الوحدات بزيادة غلتهم من الأهداف، فسجل احمد المصري هدف التعادل 56 من كرة انفرادية بحارس الوحدات ناصر محمد. واستمر الوحدات مهاجماً برغم الهدف المفاجىء، ووسط اندفاع لاعبي الوحدات خطف اشرف الفيتوري هدف التقدم للتحدي 66، وطلب مدرب الوحدات العراقي انور جسام من لاعبيه التقدم الى الهجوم بغية ارجاع الأمور الى نصابها، وبالفعل نجح رأفت علي في تسجيل هدف التعادل للوحدات في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع. هل يعوض الاتحاد؟ وتقام اليوم مباراتا الجولة الثانية ضمن المجموعة الأولى. في الاولى يلتقي الإتحاد مع الوحدات، وسيعمل الإتحاديون للفوز حتى يعودوا من جديد الى البطولة ويضمنوا فرصة التأهل الى الدور قبل النهائي، ولن ترَضى الجماهير الإتحادية بأي نتيجة اخرى. وتتعالى اصوات الإتحاديين بفض النزاع بين ديمتري وبهجا من أجل مصلحة الفريق وقرار اشراكه يعود للمدرب وحده. وتبدو فرص الإتحاد كبيرة متى ما تخلص لاعبوه من حال عدم المبالاة التي ظهروا بها في المباراة السابقة، ومن واجب ديمتري ان يزج بلاعبيه المؤثرين الهولندي فيتشغه و الإنكليزي داليان منذ البداية وان يشرك الحارس الدولي حسين الصادق بديلاً لحسن خليفة. وفي المباراة الثانية يلتقي الوصل الإماراتي والتحدي الليبي في مباراة تبدو فيها كفة الأول للفوز بالنقاط الثلاث راجحة. ويبرز من الوصل كاسوم وناصر عمر ومنذر علي وتزداد خطورة الفريق في حال إشراك المخضرم ناصر خميس. اما التحدي فقدم في المباراة الأولى عرضاً طيباً وقدم كفاحاً مشرفاً امام الوحدات ويبرز منه مهاجمه الخطير احمد المصري و قائد الفريق سالم التاوغري.