عندما يوجز السيد عباس الجنابي ، "أمين سر" عدي صدام حسين الخاص السابق، رأيه في مقاتل العراقي "الثاني"، تالي أبيه مكانة ونفوذاً، على ما يصنف ويرتب أصحاب النفوذ في "الدولة" الصدامية - يعزو الجنابي المَقاتل هذه إلى اعتقاد نجل والده "أن العراقيين مجرد عبيد" "الحياة" في 24 تشرين الأول / أوكتوبر. ويضمر هذا القول أن "العراقيين العبيد" هؤلاء هم مِلك سيدهم وصاحبهم. ويملك "السيد" عدي صدام حسين، شأن "السيِّد" الوالد و"السيِّد" الشقيق والأخ، إلخ، رقيقه وعبيده مِلكاً خصاً، أو ملك يمين. ولا تتوسط "الدولة"، أو السلطة، هذا المِلك، فيصبح مِلك وظيفة، على نحو الإمتلاك المملوكي بمصر وسورية، أو يصبح ملك جهاز، على نحو الإمتلاك "العام" في أنظمة الحزب الواحد، أو أنظمة "الحزب - الدولة". فلا يشك صاحب صحيفة "بابل"، وقائد "فدائيو صدام"، و"الشاب" الأول، في أن العراقيين، أو "الشعب العراقي" على قوله المعاصر والمحدث والسياسي، عالة عليه وعلى بيته وبيت أبيه. فهم كانوا "حفاة" قبل دخولهم في مِلك والده وملكه، ولو لم يطعمهم "ونحن الذي أطعمناهم" لبَقَوا حفايا عرايا يأكلهم الجوع - أي لبقوا على ما صاروا إليه عن يد "السيِّد" وأبيه وأهل بيته. وقيام عدي بطعام أهل العراق وبكسوتهم، على ما يزعم، وبأمور أخرى منها كرامتهم وعزتهم وسيادتهم، قياماً مخصوصاً، بيتياً عائلياً وشخصياً، يستتبع، على وجه المنطق المحكم، إنشاء عدي سجوناً يعود أمر إدارتها إليه هو. "إن لدى عدي سجوناً أينما تذهب"، أو يذهب "السيد": في القصر الجمهوري حيث مقر "عمله"، وفي مشجب السلاح حيث "يعمل" كذلك، وفي مقر اللجنة الأولمبية حيث يرتاض من غير ريب، وفي مزرعته الرضوانية حيث يعمل جزء من أقنانه. وليس "فدائيو صدام"، وهم حرس خاص، إلا الهيئة العسكرية التي يتهيأ بها وعليها المِلك العسكري والإقليمي من إقليم العراق وأرضه وبلاده. فپ"الفدائي" الواحد يتقاضى راتب عميد في الجيش العامي جزاء انتسابه إلى خاص "السيِّد". وينصرف عمل "الفدائي" إلى مواضع بعينها بضواحي بغداد، دون غيرها من المدن، هي مدينة الثورة، ومدينة الشعلة، ومدينة الإسكان. ودرب "الفدائيون" "تدريب القوات الخاصة"، عن يد "خريجي أكاديمية ساندهيرست وغيرها"، ليقوموا بعمل "خاص" لا يتجاوزونه إلى غيره هو السيطرة على "النقاط الرئيسية في بغداد" وعزل المدن والبؤر المخوفة عن عاصمة من العصمة، على المعنى القديم الرشيد من قبل وعاصمة "السيد" صدام حسين اليوم. فلمَّا نزل المِلك والسَّجْن والحرب على وجوه الخاص العائد إلى الأسياد، لم يَسْلم التعذيب ولا القتل من النزول على هذا الوجه كذلك. وعليه يعذب "السيِّد" الإبن بنفسه، ويقتل بنفسه، ولا يكل مثل هذه الأمور التي تتوهمها العامة عسيرة إلى خدمه وحشمه و"عبيده"، على ما قد تتوهم العامة - وهذه علتها اطراحها من توهمها جواز مباشرة المجرمين "العِظام" كل ضروب الجريمة والقتل، على ما ذهب إليه أحد سجناء المعسكرات الألمانية "العظيمة". وهو يقتل على نحو، بل على نهج، يليق به. ويصف عباس الجنابي واقعة قتل علقت بذاكرته. فيروي أن "السيِّد" ابن "السيِّد الوالد" أفرغ في جوف قتيله و"عبده" ثلاثة قوارير من الكحول. فلما غاب الرجل عن وعيه وعقله أُدخل حلبة تدور فيها "أحصنة خشبية". وهذه الحلبة ليست رومانية، ولا قِبَل لداخليها بمصارعة سباع مفترسة لكنها غير مسلحة. فهي حلبة "صدامية"، سُلِّحت أحصنتها الخشبية بپ"قضيب حديد" يخترق هامة المصارع الأعزل والسكران على الرغم منه. والسيد عدي صدام حسين هو راعي هذه الحلبة والمراقب اليقظ على إمدادها بطعامها وإعالتها من جوع، على نحو ما صنع مع "الشعب العراقي" ويصنع. * كاتب لبناني