لجأ عباس الجنابي، السكرتير الخاص لعدي صدام حسين، النجل الأكبر للرئيس العراقي الى إحدى الدول الأوروبية، حيث طلب اللجوء السياسي فيها.الحلقة الاولى ص 8 وكان الجنابي، وهو رئيس تحرير سابق لصحيفتي "البعث الرياضي" و"بابل" اللتين يديرهما عدي صدام حسين، قد تعرض لمحاولة اختطاف قامت بها مجموعات تابعة للحكومة العراقية، في احدى العواصم العربية التي لجأ اليها قبل نجاحه في الوصول الى ملجأه الأوروبي. واكدت مصادر سياسية مطلعة ان العملية فشلت في آخر لحظة. وعزا الجنابي هربه الى اتهامات وجهها اليه عدي بصدد صفقة تجارية مثله فيها، لاستيراد السجائر الغربية الى العراق، تبلغ قيمتها بضع مئات ملايين الدولارات. وفي حديثه الى "الحياة"، اعتبر الجنابي تلك التهم "إنذاراً بالموت"، خصوصاً انه كان تعرض للاعتقال والتعذيب مرات عدة خلال السنوات الماضية. وكشف الجنابي في حديث طويل مع "الحياة" تفاصيل خطيرة عن حرب الخليج ودور عدي صدام حسين فيها، وعن محاولة اغتياله في 12 كانون الأول ديسمبر 1996. وأشار الجنابي الى تنامي "ظاهرة عدي" وازدياد نفوذه بعد محاولة الاغتيال الفاشلة، اذ كان معزولاً قبلها بسبب اطلاق النار على عمه وطبان التكريتي عام 1995. وتحدث الجنابي ايضاً عما سماه "الأمبراطورية التجارية" لعدي التي تتحكم بتجارة البلد، والنشاطات غير المشروعة التي تقوم بها الواجهات التي أسسها لتهريب النفط عبر اسطول يضم 50 سفينة شحن بشراكة مع جهات في ايران. وأكد ان عدي عقد صفقات تجارية عدة مع نجل الرئيس الايراني السابق هاشمي رفسنجاني عبر وسيط فرنسي. كما أكد سيطرة عدي على أسواق صرف الدولار وقدرته على التلاعب بأسعار مبادلته. وألقى الجنابي الأضواء للمرة الأولى على علي، الشقيق الثاني لعدي من الزوجة الثانية لصدام سميرة الشهبندر. وكان الجنابي شاهد عيان على قتل كامل حنا ججو، الوسيط السري بين الرئيس صدام حسين وسميرة الشهبندر. ووصف لپ"الحياة" كيف ان الحادثة حصلت بوجود السيدة سوزان مبارك عقيلة الرئيس المصري وكيف انها قطعت زيارتها للعراق إثر الحادثة. وروى الجنابي الطرق التي استخدمها عدي للاستيلاء على المؤسسات الصحافية في العراق، وكيف جرى رمي قيادات اتحاد الصحافيين بالطماطم بأمر شخصي منه. كما وصف أحداثاً عدة شهد فيها قيام عدي شخصياً بتعذيب مواطنين عراقيين وقتلهم، بما في ذلك تعرض الجنابي نفسه على يد عدي لتعذيب لا تزال آثاره بادية على ظهره. واعتبر الجنابي ان نجل الرئيس هو المستفيد الأكبر من الحصار الدولي، اذ يتصرف بكل شحنات المساعدات التي تتبرع بها الدول الأوروبية والخليجية. واكد وجود علاقات شراكة تجارية مع متنفذين في المنطقة الكردية، خصوصاً في ما يتعلق بتصدير المحروقات الى تركياوايران والدول الأخرى. وكشف الجنابي دور عدي في نهب الكويت اثناء الاحتلال وسرقته لمؤسساتها واستيلائه على ممتلكات مواطنين كويتيين، وكيف انه باع مطبعة الجيش الكويتي التي استولى عليها الى تاجر عراقي هو علاء القاضي لقاء مبلغ بليوني دينار عراقي. كما القى الجنابي الاضواء على نقاط ضعف عدي صدام حسين، ومنها هربه عشية حرب الخليج من جبهة الناصرية وعودته للاختباء في بيت أحد أصدقائه في بغداد، كذلك شغفه باختطاف النساء المتزوجات من شوارع الاحياء الراقية في بغداد، الى ان تعرض في احد هذه الشوارع لمحاولة اغتيال تركته عاجزاً عن المشي على قدميه. واكد الجنابي مقتل عدد من المثقفين العراقيين الذين اعتقلوا أخيراً، لكنه شدد على ان عزيز السيد جاسم، الشخصية العراقية المعروفة في المجال الثقافي والسياسي المعتقل منذ سنوات، لا يزال حياً وحدد في حديثه ل"الحياة" مكان اعتقاله. وعلى الصعيد السياسي تحدث الجنابي عن تجاذب سياسي بين عدي ووالده الرئيس، وطموح الابن الى وراثته وبدء اهتمامه بالعمل من داخل مؤسسة حزب البعث التي أهملها سابقاً. وكشف ايضاً ان عدي سيطر على مؤسسات الاعلام وأسقط عدداً من الوزراء الذين لم ينالوا إعجابه، كما انه تحدى سلطات أبيه اثناء الحرب بإعاقته إعلان الانسحاب من الكويت رغم صدوره من الرئيس العراقي وبتوقيعه. وفي حواره مع "الحياة" تحدث الجنابي عن ملفات أخرى عديدة بالتفصيل، سيجري نشرها على حلقات من اليوم