يبدأ اليوم في صنعاء المؤتمر الرابع للحزب الاشتراكي اليمني المعارض، وهو مؤتمر مؤجل منذ نحو 13 عاماً. وأعلنت منظمة الاشتراكي في محافظة حضرموت مقاطعة المؤتمر في رسالة إلى اللجنة المركزية ناقشتها في اجتماعها الاستثنائي أول من أمس. على صعيد آخر، ذكرت صحيفة "الاسبوع" المستقلة ان أجهزة الأمن اليمنية قامت بحملة اعتقالات واسعة استهدفت عناصر معارضة عربية. ونسبت الصحيفة الى مصادر عربية مقيمة في صنعاء ان الاعتقالات استهدفت عناصر في المعارضة السودانية تنتمي الى حزب التجمع الوطني السوداني المعارض وجماعات من المعارضة العراقية وأخرى اريترية تنتمي الى جبهة التحرير الاريترية وحركة "الجهاد الاسلامي" الاريتري بالاضافة الى عناصر تنتمي للجماعات الاسلامية المصرية في حين لم تشر هذه المصادر الى اعتقال عناصر معارضة جزائرية وتونسية. ورفضت أجهزة الأمن اليمنية تأكيد هذه الأنباء أو نفيها، غير أن الصحيفة نسبت الى عناصر في المعارضة الاريترية في اليمن مخاوفها من الاجراء اليمني الذي يأتي بعد تطبيع العلاقات اليمنية - الاريترية، واعتبرته تراجعاً للدعم اليمني للمعارضة الاريترية المناهضة لنظام اساياس أفورقي. وكانت صنعاء فرضت على رعايا خمس دول عربية هي مصر والسودان والجزائر وتونس وليبيا تأشيرات دخول الى اليمن من بلدانهم وأعادت عدداً من رعايا هذه الدول من المطارات اليمنية بسبب حصولهم على تأشيرات دخول من دول غير بلدانهم. وعلق قياديون في الاشتراكي على قرار منظمة حضرموت بالقول إن الحزب "بدأ يكتوي بنار ديموقراطية المقاطعة التي كان بدأها بمقاطعة الانتخابات" العام الماضي. وعلمت "الحياة" من مصادر في اللجنة المركزية للاشتراكي ان منظمة الحزب في حضرموت بررت موقفها بأسباب عديدة، منها ان قيادة الحزب في صنعاء لم تتحرك لحسم قضية حسن باعوم سكرتير منظمة حضرموت الذي اتهمته الأجهزة الأمنية بإثارة الشغب وقتل شخصين خلال اشتباكات مع الشرطة في تظاهرة جرت في مدينة المكلا في 27 نيسان ابريل الماضي اختفى بعدها باعوم. وانكر الاشتراكي علمه بمكان اختفائه رغم تصريحات نشرتها له صحيفة "الثوري" الناطقة باسم الحزب بعد اعلان اختفائه بأيام وتحدث فيها عن موقفه من الأحداث التي أسفرت عنها التظاهرة في المكلا. واعتبرت المنظمة في رسالة المقاطعة ان القيادة الحالية للحزب "غير شرعية"، وبالتالي فإن قرار اللجنة المركزية في أول دورة لها بعد الحرب في أيلول سبتمبر 1994 بفصل عدد من أعضاء الحزب، وفي مقدمهم علي سالم البيض الأمين العام السابق، لتورطهم في قرار اعلان انفصال الجنوب هو "قرار غير شرعي وكان يجب الغاؤه. إلى ذلك، أكدت المصادر نفسها أن السيد جارالله عمر ومعه عدد من قيادات الحزب فشلوا قبل أيام في إقناع أعضاء الحزب في حضرموت بالعدول عن قرار المقاطعة "لاعتبارات سياسية تتعلق بوحدة الحزب ومراعاة واقعه وظروفه الراهنة وضماناً لنجاح المؤتمر في دورته الأولى". وأبلغ حزبيو حضرموت جارالله عمر شكوكاً في ان القيادة في صنعاء تورطت في اتفاق أو صفقة سياسية مع الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام . ودان اعضاء اللجنة المركزية للاشتراكي أمس بصورة غير معلنة قرار منظمة الحزب في حضرموت بمقاطعة المؤتمر، واعتبروا أسبابها واهية وغير مقنعة وأنه كان يفترض في المنظمة طرح كل هذه القضايا على المؤتمر وليس الضغط عليه بالمقاطعة