السيد المحرر تحية طيبة وبعد، لو حذفنا الانفعال من كلمة الروائي نجم والي في بريد القراء 13/11/98، رداً على سلام العبيدي، سنحصل على زبدة مهمة تستحق البحث الهادئ. فهو يطرح بلوعة الملدوغ موضوع العلاقة ما بين المثقف والسياسي المنتميين الى خندق ديموقراطي واحد. طرح هذا الموضوع الحساس للنقاش على صفحات "الحياة" الشاعر والكاتب شريف الربيعي قبل ان يتوفى. اما الهجوم الذي تعرض له نجم وقبله شريف ومحمود البياتي وغيرهم، فليس هو الأول ولا الاخير كما يبدو. لهذا يتوجب النقاش المسؤول بين المثقفين عموماً والحزب الشيوعي العراقي بالذات، خصوصاً بعد سقوط القدوة السوفياتية التي تعاملت سلطتها بالبطش مع مفكرين وعلماء وكتّاب اتهمتهم هي كذلك جزافاً بخيانة الحزب والوطن والعمالة للعدو الطبقي والاصطفاف مع الامبريالية... الخ لمجرد انهم كانوا مستقلين بالرأي. نحن في عصر جديد يلزم احزابنا بتجديد نهج التعامل مع المثقفين باعتبارهم - كما يقال بحق - ضمير الشعب. اقول هذا كحزبي سابق شيوعي اسهم في عهد الجهل باضطهاد المثقفين والتعامل معهم باستعلاء فارغ