نشر السيد نبيل ياسين مقاله بعنوان "الصحوة الدينية بديل عابر ام انفتاح مستمر" في "الحياة" بتاريخ 3 تشرين الثاني نوفمبر 1998. لن اتوقف عند التسمية التي اختارها لوصف ما اسماه بالصحوة غير انها "مفكرة" عادلاً بذلك عن نعتها بأنها مشروع او حتى فكر على حدّ تعبير. وقبل ذلك لا بد من استعادة الفكرة المركزية لمقالة ومؤادها ان المفكرة الدينية ما هي غير شكل آخر من اشكال الوعي الزائل التي ابتُليت بها مجتمعاتنا شأن اشكال اخرى من الوعي كالوعي الطبقي او القومي بسبب عدم القدرة على التواصل مع العصر الذي لا يقبل سوى البدائل المتعددة القائمة على احترام الآخر. ليس صحيحاً سيد نبيل ان مختلف اشكال الوعي التي مرت بها مجتمعاتنا خالية من اي محتوى ايجابي. وسأكتفي بالاشارة الى جانب واحد من جوانب الاداء العام لما اسماه المفكرة الدينية نظراً وعملاً وهو جانب مساهمتها في الهم القومي العام للأمة في ضوء تحليل فكري سياسي حضاري استراتيجي مؤادهُ ان اوضاعنا تحت وصاية الدولة القطرية الحديثة السائدة اليوم لا أمل في تعافيها بغير اسبقية اولوية الهم القومي. على ان "المفكرة الدينية" على حد تعبير صاحب المقال لا تطمح الى كونها اكثر من شريك ضمن هذه المساهمة في الصحوة الوطنية العربية في اعتبار ان معرض الوجود والنهضة بيننا وبين ادوات القطب الدولي الغالب لا تحسمها سوى مرايا الشأن القومي العام من دون اي تشويشٍِ اقليمي او محلي او اضطرابات دينية او عرقية. وفي الختام لا يسعني الا ان اعترض على ايراد طالبان افغانستان في موضع الاستدلال على عدم صلاحية الحركة الاسلامية المعاصرة لريادة عوالم التحديث والتجديد.