ودّع الرئيس الياس الهراوي اللبنانيين امس. يتسلّم الرئيس الجديد العماد اميل لحود اليوم مهماته الدستورية، بعد ان يلقي خطاب القسم الدستوري أمام المجلس النيابي. راجع ص2 وفي اللحظات الفاصلة بين عهدين رئاسيين، استمر امس تصاعد العمليات العسكرية في جنوبلبنان. فقتل جندي اسرائيلي وجرح اثنان آخران، بعدما دمّرت قذيفة أطلقتها المقاومة الاسلامية - الجناح العسكري لپ"حزب الله" دبابة "ميركافا" اسرائيلية في أحد المواقع في الشريط الحدودي المحتل. وجرح في العملية عنصران من "جيش لبنانالجنوبي" وأعقبت ذلك اربع غارات اسرائيلية وقصف مدفعي طاول قرى جنوبية عدة، مما أوقع ثلاثة جرحى مدنيين وأدى الى تضرر منازل عدة. وقال وزير الدفاع الاسرائىلي اسحق موردخاي ان اسرائيل ستعود الى طرح الانسحاب من الجنوب في العهد الرئاسي الجديد في مقابل ترتيبات أمنية. وأعلن الهراوي في كلمته الوداعية التي وجهها مساء امس الى اللبنانيين انه يعود "الى صفوف المواطنين" اليوم "مرتاح الضمير وغصة الارض المحتلة في الجنوب والبقاع الغربي، تحزّ في نفسي". وقال: "صدّقوني لم نترك باباً الا طرقناه لكن الموجع اننا نحمل قوة الحق في عصر مآخوذ بحق القوة". ودعا الهراوي اللبنانيين الى "ان يكونوا صفاً واحداً وراء الرئيس العماد اميل لحود من اجل متابعة الطريق الى استعادة سيادتنا". وكان الهراوي تلقى برقيات عدة لمناسبة الذكرى الپ55 للاستقلال اول من امس تهنئه بالانجازات التي تحققت خلال ولايته الممددة والتي استمرت تسع سنوات، أبرزها من الرئيس الفرنسي جاك شيراك والرئيس السوري حافظ الاسد الذي أكد له ان "حبل المودة لا ينقطع"، معرباً عن تقديره لمواقفه القومية والوطنية "واعتزازه بان معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق بين بلدينا الشقيقين تحمل توقيعكم الكريم". وأكد الاسد ان "سورية ستظل في عهد خلفكم، خير خلف لخير سلف، الى جانب لبنان". وتتجه الانظار اليوم الى خطاب الرئيس لحود الذي يلقيه امام المجلس النيابي فور انتهائه من اداء القسم الدستوري ويضمّنه الخطوط العريضة لبرنامجه. وستشارك في الجلسة وفود عدة من دول عربية وأجنبية اضافة الى السلك الديبلوماسي، وتسبقه كلمة ترحيبية من رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وينتظر ان تتميز جلسة القسم باجواء سياسية منفرجة، واجماع نيابي على حضورها، حتى من وزير شؤون المهجرين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي كان اتخذ موقفاً معارضاً لانتخاب عسكري للرئاسة الاولى. وكانت اتصالات بعيدة من الاضواء، هدفها تأمين انطلاقة تسودها الايجابية لعهد لحود، وساهمت فيها سورية، ونجحت في معالجة إشكالات نشأت اخيراً. وأدت هذه الاتصالات الى لقاء فوجىء به الوسط السياسي امس بين لحود وجنبلاط في مقر اقامة الاول الموقت في النادي العسكري، دار خلاله بحسب مصادر جنبلاط، نقاش مستفيض تناول الكثير من الامور. وعرض خلاله جنبلاط وجهة نظره من التطورات الاقليمية والمحلية. وأبدى كل من لحود وجنبلاط استعدادهما للتعاون. وتكتمت المصادر على ما دار في الشق المتعلق بتبادل العتاب بين الرجلين.