أعلنت إيران أمس أنها لن تتعاون مع الولاياتالمتحدة لإطاحة نظام الرئيس صدام حسين، واتهمت الإدارة الأميركية ب "تعمد عدم ايجاد حل للقضية العراقية" خدمة لمصالحها. وشددت على "أن يُترك للشعب العراقي وحده خيار تقرير. وكان مسؤول اميركي رفيع المستوى لمح ليل الجمعة - السبت الى ان الولاياتالمتحدة قد توافق على مساعدة من ايران لاطاحة الرئيس صدام حسين . لكن الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس روبن اكد امس عدم وجود "تعاون وثيق مع ايران في هذا المسعى"، موضحاً ان "ما نفعله هو العمل مع اصدقاء وحلفاء وتنظيمات معارضة. ولا يعاني صدام، بالطبع اي نقص في الاعداء، خصوصاً ايران". راجع ص3 ورداً على اسئلة صحافيين عن احتمال قيام ايران بمبادرة لتغيير النظام العراقي قال المسؤول الاميركي الرفيع المستوى الذي طلب عدم كشف اسمه: "سنقبل بالتأكيد اي دعم اياً يكن مصدره، ومن مصلحة كل جيران العراق تغيير حكومته". وذكّر بأن ايران "عانت في شكل خاص من النيات العدوانية لصدام حسين على غرار جيران آخرين" للعراق، مشيراً بذلك الى الحرب الايرانية - العراقية. ورفض القول هل أجرت واشنطن اتصالات في هذا الشأن مع طهران. واكد ان بلاده ليست بحاجة الى مساعدة طهران للتعامل مع المعارضين الشيعة في جنوبالعراق، لكنه اوضح ان واشنطن تعتبر ان "علاقات هؤلاء بايران لا تشكل عائقاً للعمل معهم". وكرّر ان الولاياتالمتحدة لا تسعى الى تفكيك العراق بتأييدها دولتين كردية في الشمال وشيعية في الجنوب، لافتاً الى ان واشنطن "لا ترغب في اطلاق الفوضى في العراق او المنطقة". الى ذلك، أكد قائد القوات البحرية للجيش الإيراني وقائد مجموعة "الحرس الثوري" أن القوات الأميركية "لم تتحرش بقواتنا طيلة الشهور الماضية". وستجري إيران مناورات ضخمة اطلق عليها "نصر9" في مضيق هرمز وبحر عُمان وذلك في الرابع من الشهر المقبل. وقال قائد القوات البحرية التابعة ل "الحرس" علي أكبر أحمديان إن شعار المناورات سيكون "التعاون مع الدول الخليجية والاستعداد لتوثيق العلاقات والتنسيق في المجال العسكري"، عكس شعارات المناورات السابقة التي كانت تشدد باستمرار على "مواجهة الأعداء" و"إحباط أهداف قوى الاستكبار". وشدد أحمديان ونظيره في الجيش اللواء عباس محتاج في مؤتمر صحافي عقداه أمس في مقر قيادة "الحرس" جنوبطهران على أن الاستراتيجية الأميركية في المنطقة "وإن كانت تلحق الضرر بها، لا نشترط لتعاوننا مع أي دولة خليجية أن تقطع تعاونها العسكري مع أميركا". وفي تصريح إلى "الحياة" اعتبر أحمديان ان "أميركا تحتاج الأزمات والتوترات في المنطقة لتبرر وجودها العسكري فيها، ونحن نعتبر ان هذه السياسة هي التي تعيق ايجاد حل لقضية العراق، وتقف وراء تضخيم قضية الجزر المتنازع عليها مع الإمارات ونؤكد استعدادنا للتعاون مع كل الدول الخليجية والعربية وتعزيز علاقاتنا العسكرية". وعن تأييد مسؤول أميركي دوراً لإيران في إطاحة الرئيس العراقي، قال اللواء عباس محتاج ان "هذا العرض ليس رسمياً لكننا لن نتعاون مع أميركا، ونشدد على ان سياستنا تقوم على رفض أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول، ونعتقد بضرورة الحفاظ على سيادة العراق وأن يُترك لشعبه وحده خيار تقرير مصيره ومستقبله".