عندما شهدت السبعينات ازمة نفطية كبرى يوم استخدام سلاح النفط استغلت الدول الكبرى، وأجهزة الاعلم تطبل لها وتزمر، ارتفاع اسعار المحروقات لترفع اسعار جميع المنتجات والسلع وتضاعف ارباحها وتكدس البلايين لتضيفها الى ثرواتها التي لا تقدر وأكثرها منهوبة من الشعوب المغلوب على امرها! ووضعت الماكينة الاعلامية الجهنمية اللوم كله على العرب، وصورتهم بالجشعين والمستغلين وبأنهم السبب في هذا الغلاء الفاحش، بل وفي كل مصيبة تلحق بالمواطن في اي مكان في العالم فضربت عصفورين بحجر واحد: تحقيق ارباح طائلة وانقاذ اقتصاديات الدول الكبرى التي كانت تعاني من الركود والكساد وتشويه صورة العرب وتحطيم معنوياتهم بعد نصر السادس من تشرين الاول أوكتوبر 1973. ومضت الايام وتغيرت الاحوال وهبطت اسعار النفط من 45 دولاراً الى 24 ثم تواصل هبوطه حتى وصل الى ادنى مستوى قبل اسابيع قليلة من دون ان تشهد في المقابل تخفيضاً في اسعار اية سلعة من السلع كبيرها وصغيرها ما يدفعنا الى التساؤل عن سر "ازدواجية المعايير" في هذا المجال ايضاً؟ فكيف يرتفع سعر كل شيء في العالم عندما ترتفع اسعار النفط، ولا ينخفض سعر اية سلعة عندما تنخفض الاسعار بل وتنهار في بعض الاحيان؟ وهل نحن بحاجة لمنجم ليفسر لنا سر هذه الظاهرة؟ ثم ما دخل العرب في كل ذلك علماً ان دول الاعضاء في "الأوبك" ليست كلها عربية، كما ان المشكلة الحقيقية تكمن في الدول المنتجة للنفط من خارج "أوبك"؟ بل اننا تابعنا في بريطانيا اخيراً شكاوى من رفع اسعار المحروقات في اليوم نفسه الذي وصلت فيه اسعار النفط الى اقل من 10 دولارات للبرميل. وكم حاولوا من قبل تضخيم ثروات العرب وإثارة الرأي العام ضدهم وتصويرهم بأنهم اغنى اغنياء العالم ووصفهم بالجشع والسفه والتبذير مع ان دخل المواصلات والقطارات ومترو الانفاق يفوق دخل اية دولة نفطية خاصة في ظل الازمة الراهنة واستنزاف الثروات العربية. ومن لا يصدق ليقرأ هذه الارقام: مجمل الموازنات العربية، اي من المحيط الى الخليج لا يتعدى ال155 بليون مليار دولار. فيما تبلغ ارقام الميزانية الاميركية هذا العام 73.1 تريليون دولار، كما ان الولاياتالمتحدة صدرت سلعاً زراعية خلال عام بقيمة 140 مليون دولار اي ما يوازي الميزانيات العربية مجتمعة! بينما بلغ حجم تجارة الصين الخارجي فقط 345 مليون دولار وخصصت الحكومة اليابانية 240 بليون دولار لدعم النظام المالي!! وبلغ الفائض التجاري الياباني من تجارة السلع والخدمات عام 1997 حوالى 93 بليون دولار! اما اصول مصرفين سويسريين دمجاً اخيراً فقد بلغت 687 بليون دولار. صدق او لا تصدق؟.. نعم صدق.. ولكن لا تصدق اية كلمة عن ثراء العرب الاسطوري... وثرواتهم التي لا تنضب! ويا حسرة علينا!
خلجة: كل شيء يموت بالسكتة القلبية أو الدماغية إلا الحب الحقيقي فشرايينه واسعة وقلبه مفتوح على مصراعيه!