لغة الصم والبكم ليست حكراً عليهم. فبعض من يسمع تهمّه أيضاً هذه اللغة التي تعتبر وسيلة مهمة جداً للتواصل. في العام 1993 كانت إيمانويل لايوري الممثلة الأولى الصماء التي تنال جائزة عن أدائها في فيلم "أطفال الصمت". وقفت امام جمهور السامعين وسلّمت عليه بلغتها بيدين مفتوحتين وأصابع مطبقة، داعية إياه الى تقليدها. ومذ ذاك وضعت اللبنة الأولى لجسر بين عالمين، بالكاد يعرف أحدهما الآخر. وكرّت السبحة. ففي فرنسا مثلاً وفي إعلان تلفزيوني عرضت إحدى شركات السيارات مزاياها بلغة الإشارات. أما المغني فلوران باغني فأدى بهذه اللغة في فيديو كليب اغنيته "كيف نحب" Savoir Aimer... وهذه خطوة مهمة للغة لم تنل حقها خلال قرن. أول من خطرت له فكرة استعمال الإشارات للتكلم مع الصم وتعليمهم كان الأب إيبي. ففي العام 1760 أسس مدرسة لهذا الغرض في فرنسا، وبإيحاء من حركاتهم الطبيعية أسس نظام حركات لتعليم اللغة الفرنسية. لكن أحد أتباعه "ببيان" فهم أن درس لغة الإشارات يجب أن يسبق تعلم اللغة الفرنسية. وهكذا نشأت العام 1834 المؤسسة العامة للصم والبكم في باريس، وانتقلت الإشارات الفرنسية الى الولاياتالمتحدة. وفي العام 1880 قرر المشاركون في مؤتمر الصم في مدينة ميلانو الإيطالية، وكلهم كانوا يسمعون، أن الوسيلة الشفهية الصرف يجب أن تفضل على غيرها. وبلغة أخرى ينبغي للصم أن يتكلموا. لذا عادت لغة الإشارات الى الوراء. ووجب الانتظار حتى العام 1970 لنشوء "حركة صم" تطالب بالاعتراف بلغتها وثقافتها. وأخيراً وفي العام 1991 اعترف قانون فابيوس الفرنسي بحق الحرية في اختيار التواصل بلغتين لغة الإشارات والفرنسية أو التواصل بالتخاطب في تعليم الصم. واليوم، الصم والسليمو السمع يستطيعون تعلم لغة الإشارات. من هنا نشأت أكاديمية لغة الإشارات الفرنسية والمركز الثقافي الاجتماعي للصم بهدف وضع مشروع يسمح بتوحيد تعليم لغة الإشارات. وللتأقلم مع هذه اللغة تبث إحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية برنامجاً خاصاً اسمه "العين واليد". إذ، كما يقول جان غريميون "ان السليمي السمع، عليهم ان يتعلموا كل شيء ممن يتكلمون بأجسادهم. ففن لغة الإشارات أحد كنوز البشرية". وأخيراً وبفضل لغة الإشارات العالمية فإن أصمَّيْن من بلدين مختلفين يمكنهما التواصل أفضل منا جميعاً.