نالت الفنانة المغربية منى فتو اعجاب الجماهير الاسبانية أثناء مشاركتها في مهرجان فالنسيا لسينما البحر المتوسط، وصفق لها الجمهور طويلاً بعد مشاهدة فيلم "نساء... نساء" الذي قامت ببطولته وشاركت به المغرب في المسابقة الرسمية. عن بداياتها قالت الفنانة منى فتو: - كانت بدايتي الفنية عام 1988 من خلال عدد من المسرحيات الكلاسيكية باللغة العربية الفصحى، وشاركت في مسرحية "خُلقنا لنتفاهم" مع الفنان المعروف الطيب الصديقي التي طفنا بها في عدد من دول العالم منها فرنسا وكندا، بعد أن لاقت نجاحاً كبيراً في المغرب. أما العمل السينمائي فقد كان من خلال عدد من الأفلام القصيرة، وطريقي نحو السينما الروائية كان قيامي ببطولة فيلم "حب في الدار البيضاء" للمخرج عبدالقادر الأقطع، ونجح الفيلم جماهيرياً، وحصلت من خلاله على جائزة أحسن ممثلة في المهرجان الوطني الثاني للسينما المغربية، ثم كان فيلم "البحث عن زوج امرأتي" للمخرج عبدالرحمن النازي، ثم فيلم "عبروا بصمت" للمخرج حكيم نوري، أما فيلم "نساء... نساء" للمخرج سعد شرايبي، فهو آخر الأفلام التي لعبت بطولتها. ماذا عن التلفزيون الذي يعتبره الممثلون أسرع الطرق نحو الشهرة؟ - لم أعمل في التلفزيون مطلقاً، من منطلق أن الأعمال الفنية التي يقدمها التلفزيون المغربي ليست على المستوى الفني الذي يمكنني قبوله، ولا زلت مترددة في قبول أي عمل ما لم يكن على المستوى الفني الذي يحقق لي الانتشار بشكل مشرف، لأن الشهرة استطعت أن أحققها من خلال الأفلام القليلة التي لعبت بطولتها، رغم ان الانتاج السينمائي في المغرب محدود. حدثيني عن دورك في "نساء... نساء" الذي تشاركين به في مهرجان فالنسيا لسينما البحر المتوسط؟ - اعتقد ان دوري في هذا الفيلم من أهم الأدوار التي قمت بها في السينما حتى الآن، لأنه يوفر للفنان امكانية العطاء الفني بشكل كبير، وألعب فيه دوراً يدافع عن قضية مهمة، من وجهة نظري، وهي قضية الدفاع عن المرأة المضطهدة، والتي تتعرض للعنف من جانب الرجال. دوري في هذا الفيلم عبارة عن صحافية مناضلة تقدم برنامجاً تلفزيونياً يدافع عن قضية المرأة، ومن خلال هذه الشخصية يتم الكشف عن حالات نسائية مضطهدة من خلال ثلاث صديقات للصحافية، تعتبرن نماذج حقيقية للقضية التي نتحدث عنها. كيف تم اختيارك لدورك في فيلم "نساء... نساء"؟ - المخرج سعد الشرايبي كان يعرفني من خلال أعمالي السابقة، وعندما انتهى من كتابة السيناريو اقترح عليّ أن ألعب دور البطولة في الفيلم، وعندما قرأت قصة الفيلم اكتشفت أنه يمكنني أن أقدم من خلاله شيئاً جديداً في هذا المجال، فقبلت العمل فيه على الفور. المسرح... طوال الوقت الفنانة منى فتو عملت في المسرح والسينما، أيهما يحقق لديك رغبتك كفنانة؟ - أنا أحب العمل في السينما لأنها مريحة بالنسبة لي، ولكني اعشق المسرح إلى درجة انني أحلم بالعمل في المسرح طوال الوقت، وان أخصص من وقتي جزءاً للعمل في فيلم واحد كل سنتين، لأن المسرح بالنسبة لي مدرسة التمثيل الحقيقية، مدرسة يشعر فيها الفنان بالتجديد الدائم نظراً للاحتكاك المباشر بالجمهور. المسرح بالنسبة للفنان عبارة عن "ورشة" أي عملية اختبار دائمة، أما السينما فإن عمل الممثل فيها ينتهي بانتهاء تصوير دوره، وحتى يمكن للفنان ان يضيف إلى خبرته في هذا المجال عليه ان ينتظر أن يلعب دوراً مختلفاً حتى لا يكرر نفسه. كيف تختارين أدوارك في الأعمال الفنية التي تقبلين العمل فيها؟ - هناك شرطان أساسيان لقبول أي دور: أولاً اقتناعي بالعمل الفني، وثانياً اقتناعي بالدور الذي ألعبه في هذا العمل، لكن لا بد من قراءة العمل أولاً، وإذا وجدت أنه مقنع، ودوري فيه يضيف جديداً أقبله، أما إذا لم يكن هناك أي شيء من هذا، فأنا أرفض عرض أي مخرج للعمل معه في هذا العمل. وعادة ما تكون الصفحة الأولى كافية لاقتناعي بالقبول أو الرفض، إضافة إلى الثقة المتبادلة بيني وبين المخرج، لا بد من أن أكون واثقة في قدرته على اخراج عمل متميز، وثقة المخرج في قدراتي على أداء هذا الدور. هل دورك في فيلم "نساء... نساء" مختلف عن أدوارك السابقة؟ - مؤكد، لأنني أحرص دائماً أن يكون كل دور جديد مختلفاً عن أدواري السابقة، وإلا فإنني سأكرر نفسي وأصبح مجرد أداة يحركها المخرج كما يريد ومن دون احساس حقيقي بالعمل الفني. من من الممثلات العرب تعجب الفنانة منى فتو؟ - هناك كثيرات اعجب بهن منذ الطفولة، من الفنانات الكبيرات سيدة الشاشة فاتن حمامة، والسورية منى واصف، ومن الجيل الحالي أنا معجبة شخصياً بالفنانة المصرية عبلة كامل التي اعتبرها ممثلة كبيرة ومتميزة، وفي المغرب ثريا جبران ونعيمة الشرقي. هل اتيحت لك الفرصة للعمل في السينما العربية؟ - بالطبع أي فنان في أي مكان من العالم يتشوق إلى العمل في سينما غير السينما الوطنية لبلاده، ولكن للأسف لم تصلني أية عروض حتى الآن للعمل في السينما في أي بلد عربي. وأنا بالطبع على استعداد للعمل مع أي مخرج عربي، ولا يهم إن كان مصرياً أو تونسياً أو سورياً، إذا ما كان الدور مناسباً لي كممثلة، لكني عملت في عدد من الأفلام الفرنسية التي تم تصويرها في المغرب مع مخرجين منهم فيليب دي بروكا وجون دو لاروا