"لكل أمة صفحة من الحياة القومية تحتوي على تاريخ الجهود التي بذلتها، والآلام التي عانتها في سبيل حريتها واستقلالها. تلك الصفحة اول ما تعني كل أمة بتدوينها ففيها ذكريات لجهاد الماضي، وعبر لجهاد الحاضر وعظات لجهاد المستقبل" ما سبق جزء من مقدمة كتاب "تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم" للمؤرخ عبدالرحمن الرافعي 1889- 1966 والذي صدر اخيرا عن مكتبة الاسرة في القاهرة ضمن سلسلة الاعمال الفكرية. ويقع الكتاب الذي صدرت منه ثلاث طبعات قبل ذلك في الاعوام 1929 و1944 و1948 في 468 صفحة من القطع الكبير ويحتوي على تسعة عشر فصلا. يتعرض في الفصل الاول لنظام الحكم في عهد المماليك ونتائجه السياسية والعمرانية والصحية والاقتصادية وغيرها. ويعرض في الفصول الثلاثة التالية لتطور نظام الحكم في عهد الحملة الفرنسية والقواعد والدواوين التي اسسها نابليون بونابرت ومنها ديوان القاهرة ودواوين الاقاليم والديوان العام والمجمع العلمي. ويشير في الفصول من الخامس الى السابع عشر الى المقاومة الاهلية في عهد الحملة الفرنسية في البحيرة والقاهرة ورشيد ودمياط والغربية وغيرها الى جانب المقاومة في الوجه القبلي. ويعرض في الفصل الثامن عشر الى الوثائق التاريخية وتحتوي على سبعة وثائق وابرزها وثيقة اعضاء لجنة العلوم والفنون الذين اصطحبهم نابليون الى مصر، وكذا رسالته الى ابي بكر باشا والى مصر والى ادريس بك قومندان السفينة التركية في الاسكندرية وخطبته في الاحفتال بعيد الجمهورية الفرنسية وثيقة واقعة المنصورة. ويشير في الفصل الاخير الى مراجع البحث والمصادر الاصلية التي رجع اليها وابرزها تاريخ ابن اياس المعروف ب"بدائع الزهور وقائع الدهور" و"الروضة المأنوسة في اخبار مصر المحروسة" لمحمد بن ابي سرور البكري ووصف مصر لدي ماييه قنصل فرنسا في مصر من العام 1692 الى 1708. ويعتبر كتاب الجبرتي مؤرخ مصر في ذلك العهد والمسمى "عجائب الآثار في التراجم والاخبار" والذي يقع في اربعة فصول من اهم المصادر التي استند اليها