قبل يوم واحد من دخول اتفاق واي بلانتيشن حيز التنفيذ، وافق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على السماح للمستوطنين ببناء سياج حول قطعة ارض متنازع عليها في راس العمود في القدسالمحتلة، وذلك بناء على توصية من وزير الامن الداخلي افيغدور كهلاني وموافقة المستشار القانوني للحكومة ايلياكيم روبنشتاين الذي اعتبرالقرار قانونيا. وبدأ مستوطنون امس الاعمال التمهيدية لبناء المستوطنة في الموقع وبنوا سياجا حول الارض التي يقولون ان المليونير اليهودي الاميركي ايرفينغ موسكوفيتز اشتراها، فيما يقول الفلسطينيون انها صودرت وانها تعود لآل الغول. واحتجت جماعة من حركة "السلام الان"، لكن الشرطة ابعدتها عن الموقع واعتقلت ثلاثة من افرادها. ومن المقرر ان تضم المستوطنة التي تنوي جمعية "عطيرت كوهانيم" المتطرفة انشاءها 132 وحدة سكنية على موقع يبعد نحو 150 مترا فقط من المسجد الاقصى. وكانت البلدية الاسرائيلية للقدس اعطت الضوء الاخضر قبل شهر للقيام بهذا المشروع، الا ان الشرطة تدخلت لمنع المستوطنين من بدء اعمال الحفر التي قالت انها يمكن ان تؤدي الى اضطرابات واخلال بالنظام العام. ولا بد من التأكد من عدم وجود اثار في المنطقة قبل بدء اعمال البناء، لكن مستوطنين تعهدوا في حديث مع وكالة "فرانس برس" ببناء المستوطنة، وقالوا انهم متأكدون من ان البناء يمكن ان يبدأ خلال ستة اشهر. ووصف مسؤول ملف القدس في السلطة الفلسطينية السيد فيصل الحسيني قرار نتانياهو بأنه "خرق جديد في القدس هو اخطر الخروق التي تمت حتى الان لانه يحدث في اكثر المناطق الحساسة داخل المدينة ويهدف الى اغلاق نقطة جديدة في القدس بالطرق التي تمت في الخليل ليصبح اي اتفاق في شأن القدس بعد ذلك مستحيلا". ووجه تحذيرا شديد اللهجة الى الحكومة الاسرائيلية طالبها فيه بالتراجع عن هذه الخطوة، مهددا في الوقت نفسه بأن الجانب الفلسطيني لن يقف مكتوف الايدي في حال عدم التراجع. واضاف: "ان ما حصل عمل خطير، وخطير جدا، وعلى نتانياهو ان يفهم، او ان نفهمه، انه لا يمكن لنا ان نقبل بأن يكون هذا ثمن الاتفاق، فاما ان تكون البداية سليمة او لا"، معتبرا ان هذا القرار "رشوة للمستوطنين". ووجه كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات رسالة عاجلة الى سكرتير الحكومة الاسرائيلية داني نافيه طالبه فيها بوقف اعمال البناء في راس العمود والتدخل فورا لدى نتانياهو لوقف هذا الاجراء الذي اعتبر عريقات انه "خرق للاتفاق الذي لم يجف حبره". وقال انه بعث برسائل عاجلة مماثلة الى كل من المبعوث الاميركي لعملية السلام دنيس روس والمبعوث الاوروبي ميغيل انخيل موراتينوس والى روسيا واليابان ودول اسيا واميركا اللاتينية والامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي طالبته السلطة بالتدخل العاجل لوقف هذا الاجراء من اجل اعطاء السلام الفرصة التي يستحقها. وبدوره حذر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع من "المضاعفات التي يمكن ان يؤدي اليها هذا الاجراء الارعن"، وطالب الحكومة الاسرائيلية بالعمل فورا على وقفه. وتحدثت انباء امس عن احتمال وقوع مواجهات بسبب ما يجري في راس العمود وعن خطوات مماثلة قد يوافق عليها نتانياهو استرضاء للمستوطنين واليمين المتطرف ولاحراج السلطة الفلسطينية او حتى نسف الاتفاق بقطع الطريق على تنفيذه من خلال هذه التصرفات الأحادية الجانب.