تزعمت الولاياتالمتحدة الإدانة الدولية لاسرائيل بعد قيامها بطرد تسع عائلات فلسطينية تعيش في القدسالشرقية. وقالت واشنطن إن التصرف الاسرائيلي لا يتسق مع مشروع خريطة الطريق لحل النزاع القائم بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقد انتقل مستوطنون يهود إلى بيوت العائلات الفلسطينية على الفور بعد اجلائهم عنها. وقد بلغ عدد الفلسطينيين الذين تم طردهم من منازلهم 53 فلسطينيا. وأدانت الاممالمتحدة التصرف الاسرائيلي كما أدانته السلطة الفلسطينية والحكومة البريطانية. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن اسرائيل «أظهرت مرة أخرى فشلها التام في احترام مباديء القانون الدولي». وقالت الحكومة البريطانية إن ما فعلته اسرائيل يتناقض مع رغبتها المعلنة في تحقيق السلام. وقالت الشرطة الاسرائيلية انها تصرفت بموجب حكم صادر عن محكمة اسرائيلية استجابت لطلب مستوطنين بشأن ملكية الارض وتستند الى وثائق تعود الى القرن التاسع عشر، بينما يشكك الفلسطينيون من خلال اجراءات قانونية تعود لثمانينات القرن الماضي في صحة مزاعم الملكية بحي الشيخ جراح الذي اصبح محورا لخطط التنمية الخاصة بالمستوطنين في القدسالشرقية . ويمول هذا المشروع رجل الاعمال الامريكي اليهودي ايرفينج موسكوفيتز الذي يمول خصوصا منظمة عطريت كوهانيم التي تريد «تهويد» الشطر العربي للقدس. ولدى دخول الشرطة الاسرائيلية صرخت امرأة فلسطينية: « طردونا وتركوا المستوطنين يدخلون منزلنا. الله معنا .» ونفذت الشرطة الاسرائيلية مهمتها بعدما ضربت طوقا امنيا في المكان . وتجمع بالفعل عشرات المتظاهرين امام المكان وحصل تدافع بينهم وبين عناصر قوات الامن الاسرائيلية ادى الى اعتقال نحو عشرة اشخاص. من جهتها قالت امل قاسم التى تسكن الى جانب احد المنزلين المصادرين «نحن ايضا نخشى الطرد. نقيم هنا منذ 1956 بموجب اتفاق تم التوصل اليه بين السلطات الاردنية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا». واضافت «ان صكوك الملكية التي يبرزها المستوطنون مزورة». ونفذ امر طرد السكان الفلسطينيين بعد رفض المحكمة العليا الاسرائيلية طلب استئناف تقدمت به عائلتي الغاوي وحنون لوقف تنفيذه. وتقدمت بطلب الطرد الى المحكمة منظمة خاصة بالمستوطنين تدعى «نحالات شيمون انترناشونال». ويأتي هذا التحرك الاسرائيلي في الوقت الذي تختلف فيه تل ابيب مع حليفتها التاريخية واشنطن بشأن طلب الرئيس الامريكي باراك اوباما وقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية . ووصف روبرت سيري منسق الاممالمتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط طرد الاسرتين بأنه «غير مقبول على الاطلاق» مشيرا الى ان الوسطاء الدوليين ناشدوا اسرائيل في الاونة الاخيرة وقف «الاعمال الاستفزازية» في القدسالشرقية . كما نددت الاونروا في بيان بهذا «القرار غير المقبول والمؤسف والذي ستكون له تداعيات كارثية». من جهتها أدانت القنصلية البريطانية في القدسالشرقية في بيان طرد العائلتين وقالت «نشعر بالاستياء من هذا الطرد». اما رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو فكان قد اعلن ان «لليهود الحق في العيش في اي مكان بالقدس»، بينما يطمح الفلسطينيون في ان تكون القدسالشرقية عاصمة للدولة التي يأملون انشاءها في الضفة الغربية وقطاع غزة . يشار الى ان ضم اسرائيل للقدس الشرقية بعد أن احتلتها عام 1967 لم يحظ بأي اعتراف دولي، ويعيش نحو 200 الف يهودي في القدسالشرقية الى جانب حوالي 250 الف فلسطيني . في المقابل، قالت منظمة اسرائيلية التي تراقب وتعارض الاستيطان اليهودي في القدسالشرقية ان الاسرتين اللتين طردتا ترجع اصولهما الى لاجئين اتوا الى المنطقة عام 1956 . وانتقل مستوطنون بالفعل للاقامة في ستة مبان اخرى في حي الشيخ جراح الذي يضم قنصليات ومطاعم حديثة. ويحرس مسلحون المنازل الحجرية التي رفع المستوطنون عليها اعلاما اسرائيلية لتأكيد السيادة اليهودية على المكان . وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد استدعت قبل اسبوعين السفير الاسرائيلي في واشنطن مايكل اورين وابلغته بضرورة تعليق خطط بناء 20 منزلا اخر لليهود في القدسالشرقية . وقال نتنياهو بعدها ان اسرائيل ما كانت لتتلقى اوامر بشأن المكان الذين يمكن لليهود العيش فيه بالمدينة. وانتهت المحادثات التي اجريت الاسبوع الماضي بين نتنياهو ومبعوث اوباما للشرق الاوسط جورج ميتشل بشأن الخلاف على المستوطنات دون نتيجة حاسمة.