اجازت السلطات الاسرائيلية تشييد اربعة مبان سكنية في القدسالشرقية، الامر الذي صعد التوتر مع الجانب الفلسطيني، في وقت تحاول فيه الولاياتالمتحدة تفعيل عودة الطرفين الى مفاوضات السلام المتوقفة. واعلنت بلدية القدس الاسرائيلية أمس الثلاثاء المصادقة على تشييد اربعة مبان سكنية للمستوطنين في الجزء الشرقي من المدينة،الذي تطالب السلطة الفلسطينية بالوقف الكلي للاستيطان الاسرائيلي فيه. وقال المتحدث بإسم البلدية ستيفن ميلر \"صادقت دائرة التخطيط والبناء في بلدية القدس الاثنين على تشييد اربعة مبان سكنية قرب مدرسة بيت اوروت التلمودية\" في القدسالشرقية. وتابع ان هذه المباني تضم 24 وحدة سكنية بحسب المشروع الذي اطلقته عائلة ايرفينغ موسكوفيتز، رجل الاعمال اليهودي الاميركي الذي يمول بسخاء عددا من مشاريع الاستيطان في القدسالشرقية. وتقع المبان الجديدة في اكثر المناطق توترا في القدس، غير بعيدة عن المدينة القديمة التي تزخر بالمرافق الدينية المسيحية والاسلامية واليهودية. تنديد فلسطيني وسارعت السلطة الفلسطينية الى التنديد بشدة بهذا القرار. اذ صرح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من الدوحة التي يزورها برفقة الرئيس الفلسطيني عباس قائلا : \"ندين هذا القرار ادانة شديدة اللهجة وندين استمرار الحكومة الاسرائيلية في البناء الاستيطاني في القدسالشرقية والضفة الغربية\". واضاف اذا ارادت اسرائيل العودة الى المفاوضات \"يجب ان تعلن التجميد كامل للنشاطات الاستيطانية في عموم الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وخاصة في القدس\". وذكر بان اسرائيل ملزمة بالايقاف الكامل للاستيطان منذ عام 2003 على وفق خطة السلام المدعومة من المجتمع الدولي. ووصف الناطق بإسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة البناء في القدس بأنه \" تحد اسرائيلي للمجتمع الدولي وللجهود وللحراك العربي والدولي الذي يسعى لانقاذ عملية السلام\"، مؤكدا ان \"هذا يثبت عدم جدية الحكومة الاسرائيلية التي تتحدث عن تغير في الاجواء\". وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو قد اعلن في اواخر نوفمبر /تشرين الثاني الماضي تعليق اعمال البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية لمدة 10 اشهر، بيد انه استثنى مستوطنات القدسالشرقية من من هذا التعليق. المبعوث الامريكي وذكر مصدر مسؤول في رئاسة الوزراء الاسرائيلية ان قرار البناء في القدسالشرقية صادر من السلطات المحلية في القدس ولا يحتاج الى موافقة رئيس الوزراء. ويعيش حوالى مئتي الف اسرائيلي بين 270 الف فلسطيني في 12 حيا يهوديا اقيمت في القدسالشرقية منذ احتلالها وضمها عام 1967. ولا تعتبر اسرائيل البناء في القدسالشرقية نشاطا استيطانيا لانها قد اعلنت ضم المنطقة اليها بعد احتلالها مباشرة. وقد اعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني خطة لبناء مئات المساكن الجديدة في الاحياء اليهودية فيها. ولم تعترف الاسرة الدولية بضم القدسالشرقية التي يطالب بها الفلسطينيون عاصمة للدولة التي يتطلعون الى اقامتها. ومن المتوقع وصول جورج ميتشيل مبعوث ادارة الرئيس الامريكي اوباما الى المنطقة خلال الايام القليلة القادمة في محاولة لكسر الجمود وتفعيل مفاوضات السلام المتوقفة بين الجانبين. وكان كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس قد التقيا خلال الايام الماضية الرئيس المصري حسني مبارك في سياق التشاور في اطار العودة الى طاولة المفاوضات.