كوالالمبور - أ ف ب، أ ب - افتتحت قمة الدول ال21 الأعضاء في المنتدى الاقتصادي لآسيا - المحيط الهادي ابك أمس الثلثاء وسط أزمة ديبلوماسية بسبب تصريحات أدلى بها نائب الرئيس الاميركي آل غور بشأن الديموقراطية في آسيا، وأثارت عاصفة من الاحتجاجات. واتهمت ماليزياواشنطن بدعم المعارضة بتحريضها، وحملتها مسؤولية أي "انقسام في البلاد". في غضون ذلك، سارت أمس تظاهرات صاخبة في كوالالمبور مطالبة رئيس الوزراء مهاتير محمد بالاستقالة. ويترأس مهاتير، الذي تستضيف بلاده الاجتماع، افتتاح القمة السادسة ل "ابك" التي تعقد في أحد الفنادق الفخمة في ضاحية كوالالمبور. وقبل الاجتماع أخذت صورة تقليدية لقادة الدول الاعضاء في الحديقة أمام الفندق. وصافح مهاتير محمد، لدى استقباله القادة، ببرود واضح آل غور ثم أدار مباشرة ظهره، معبراً بذلك عن الغضب الذي أثارته التصريحات التي أدلى بها نائب الرئيس الاميركي مساء الاثنين على هامش القمة. وكان آل غور الذي جاء الى قمة المنتدى الاقتصادي لآسيا- المحيط الهادي عوضاً عن الرئيس بيل كلينتون، عبر عن دعمه ل "ريفورماسي" في ماليزيا وفي دول آسيوية أخرى، واسترسل أمام تجمع لرجال الأعمال في دفاع طويل عن الديموقراطية التي اعتبرها شرطاً لازماً للتنمية في المنطقة، ما اثار عاصفة من الاستنكار. وقال أمام تجمع رجال الأعمال على هامش القمة "نستمر في سماع نداءات من اجل الديموقراطية والاصلاح بلغات عدة: سلطة الشعب، دوا موا، ريفورماسي"، في اشارة واضحة الى الحركات الديموقراطية في الفيليبين وفيتنام وماليزيا واندونيسيا. وشدد آل غور على اعتبار الديموقراطية شرطاً لازماً للتقدم الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة، وحظيت تصريحاته في ما بعد بدعم كامل من البيت الابيض. ووصفت ماليزيا عباراته بأنها مثيرة "للاشمئزاز" و"غير مسؤولة" وبأنها "انتهاك للقواعد التي تنظم العلاقات بين الدول التي تتمتع بالسيادة". لكن غور تمسك بتصريحاته قائلاً إنه "فخور" برسالة الديموقراطية التي حملها إلى القمة وان الديموقراطية أساس أي اصلاح اقتصادي في آسيا. وأضاف غور خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف ان "دخول القرن الحادي والعشرين باقتصاد قوي يحتاج إلى الديموقراطية". وتابع: "هذه هي رسالة أميركا وأنا فخور بنقلها إلى هنا وإلى أي مكان أذهب إليه". وخلال مأدبة عشاء حضرها الليلة قبل الماضية رجال أعمال مشاركون في القمة، وبخ غور رئيس الوزراء الماليزي، وامتدح شعب ماليزيا "الشجاع" المطالب "بالاصلاح"، وهو الشعار الذي يرفعه خصم مهاتير وزير المال نائب رئيس الوزراء المعزول أنور إبراهيم الذي يحاكم حالياً بتهمة الفساد. وسارع وزير خارجية ماليزيا عبدالله أحمد بدوي بالرد على تصريحات غور المساندة للمعارضة والمطالبة بالاصلاح، قائلاً إنها "استفزازية"، وحمل واشنطن مسؤولية حدوث أي اضطرابات لاحقة. وقال عبدالله في بيان إن ماليزيا تحمل واشنطن مسؤولية حدوث "أي انقسام في وحدة الصف في البلاد نتيجة لتلك التصريحات غير المسؤولة. ماليزيا ترفض تصريحات آل غور والبيت الأبيض باعتبارها شديدة الاستفزاز ولا مبرر لها". وأضاف: "ماليزيا ترى تحريض الحكومة الأميركية عناصر بعينها داخل البلاد على العصيان واللجوء إلى وسائل غير ديموقراطية لإطاحة حكومة منتخبة انتخاباً دستورياً أمراً بغيضاً".